Tuesday, August 15, 2006

شمولية الاسلام بين التطبيق و الاهواء



السلام عليكم و رحمة الله
لا اعلم لماذا عندما يذكر مقوله كهذه " انصر الله فى نفسك و من حولك " و ما شابهها من هذه المقولات نجد ان اول شىء تبادر للذهن الصلاه و المكث فى المسجد و الدعاء فقط و كأن نصر الله يتأتى من هذه الامور فقط , لا والله فمن فهم ان عبادة الله تأتى من هذه الاشياء فقط عليه ان يراجع مفاهيمه , لان الاسلام دين شامل , فنجد قدوتنا و حبيبنا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) اكبر مثل لنا فى فى تطبيق شمولية الاسلام , فكان العابد و الزوج و الاب و الصديق و القائد , فلم يكتف بالصلاه وحدها فى نصرة هذه الامه مع ان الله معه و لكنه لاقى فى سبيل نصرة هذه الامه الاذى و تحمل الصعاب_ حتى نأخذه قدوه لنا الى يوم الدين و حتى نعلم ان نصرة هذه الامه لن تأتى بالكسل و الخمول انما بالعمل الجاد و تحمل الصعاب _ و مع ذلك كان اب و زوج و صديق و لم يهمل جانب فى حياته , فنجده طبق شمولية هذا الاسلام و شمولية العباده ( قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى لله رب العالمين ) ارأيتم ان كل شىء فى هذه الحياه هى عباده لله اذا وضعنا النيه لذلك و كانت هذه النيه مقترنه بالعمل , و لكن كيف ؟ , عندما تعمل و تقوم بمهامك اليس ذلك عباده لان العمل عباده و لانك بعملك هذا تساعد فى نصرة هذه الامه , الست قادرا ان تضع نيه عند الاكل بانك تأكل لكى تقوى بدنك و لان لبدنك عليك حق و حتى تكون قادرا على عبادة الله , فبذلك تؤجر على اكلك ان شاء الله و يكون اكلك فى هذه الحاله عباده , الست قادرا على ان تضع نية لنومك بان تنوى ان هذا النوم ما هو الا راحة للجسد حتى يستطيع فى اليوم التالى او الحظات القادمه ان يعبد الله بشكل احسن و بهذا تكون اجرت على نومك ان شاء الله و يكون بذلك نومك هذا عباده , ارأيتم اننا يمكننا ان نجعل كل شىء عباده فى هذه الحياه , الصحابه عليهم رضوان الله نجدهم فهموا ذلك المفهوم و طبقوه , فنجد سيدنا "سلمان " يقول لسيدنا " ابو الدرداء" عندما وجد مبالغته فى العباده انه يقوم ليله و يصوم نهاره " ان لعينيك عليك حقا , و ان لاهلك عليك حقا _ صم و افطر ..و صل و نم " فبلغ ذلك رسول الله فقال " لقد أشبع سلمان علما " , اذن هنا نجد الصحابه فهموا مفهوم العباده صح و انها ليست صلاه و صيام فقط , اذن فلماذا نفصل نحن الحياه عن الدين و كأنهم شيئين مختلفين مع اننا نسير على نهج الرسول و الصحابه و التابعين ؟!.و بعد هذا الكلام مثلا اسئله كهذه " بس انا عملى غير دينى يعنى انا مثلا بشتغل تاجر ازاى هاخد اجر و انصر الاسلام " هنقول ان النيه اذا وضعت بأن هذا العمل لله لاننا علينا ان نعمر هذا الكون و هذا الكون سنعمره بالعمل , و اتقن عمله لاخذ اجر ان شاء الله و لانتصر الاسلام , ألم ينتشر الاسلام فى كثير من الاماكن عن طريق التجار او الجاليات الاسلاميه ,. عندما رأوا سكان البلده هؤلاء التجار على قدر من الخلق و الايمان و اتقان العمل امنوا بفكرتهم و عقيدتهم و دخلوا الاسلام . فهم لم يدخلوه لانهم راؤهم يصلوا و لكنهم دخلوه عندما رأوا هؤلاء التجار يطبقون الاسلام على واقع حياتهم , اليس بذلك الأمر هم نصروا الله فى انفسهم و فى من حولهم " علينا ان نقف لحظة مع هذه المقوله و نسأل انفسنا : هل نحن فعلا ننصر الله فى انفسنا فنطبق ما امر به و ننتهى عما نهى عنه ؟" , اما الان كثيرا منا يسمع هذه المقوله عندما يذهب مثلا لشراء شىء ( الراجل المتدين ده اوعى تشترى منه حاجه ده مغلوانى ) هل لاحظتم اول كلمه قيلت ؟ انها " الرجل المتدين " وا اسفاه ان كثيرا من الناس يفترض عليهم ان يمثلوا الاسلام بطريقته الشموليه الصحيحه و لكن اخذوه حسب اهوائهم و اتخذوا الدين ستار يدارى افعالهم و الله برىء من افعالهم هذه فلا هذا ما امر به الله و لا هذا ما امر به نبينا صلى الله عليه و سلم , و نجد الناس من الجهة الاخرى اخذوا هذا النموذج فقط و ضربوا به الامثله فى جميع المواقف و كأن هذا النموذج هو المعبر فعلا عن الاسلام و كأن الخطأ فى الاسلام نفسه و ليس فى هذا الرجل , و نجد ان الناس سارت على افعاله كأنه قدوه , فعندما يفعلون ذنب يتحججون انهم احسن من غيرهم المتدينين و كأنهم لم يجدوا نماذج صالحه فعلا و لكن ماذا نقول فهذه هى طبيعة الناس و كما يقال السيئه تعم , و لكن للاسف ان هؤلاء الناس لم يحاولوا ان يصلحوا هم من انفسهم و ان ينشروا الطريقه الصحيحه كى يعدلوا هذا النموذج و لم يفكروا بنصح هذا المثل الخطأ ففعلوا فعلته و اخذوا ايضا ما يعجبهم فقط من هذا الدين , اذن ما اريد الوصول اليه ان نعلم شمولية هذا الاسلام , فنحن دائما نجد فى ايات القرآن ان الايمان مقترن بالعمل و هنا لم يحدد العمل فلم يفول مثلا الجالسون فى المساجد لان الاسلام دين شامل لا يفصل بين الدين و الحياه . ايضا نجد ( و ما خلقت الانس و الجن الا ليعبدون ) , حقا اننا خلقنا لنعبد الله
فاذا اخذنا الايه بمفهوم شمولى ما وقعنا فى الخطأ و تخيلنا ان الاسلام و نصر الله ياتى فقط من الصلاه و الدعاء
و من يفعل ذلك فقد يكون فهم شمولية الاسلام بصوره خاطئه او جعل ذلك حجة ليدارى به كسله عن العمل الجاد و الشاق , اذن علينا ايها الاحباب الكرام ان نعيد شمولية الاسلام مرة اخرى و لنعلم ان كل شىء فى حياتنا هذه هى عبادة لله , كل ما علينا ان نستحضر نوايانا مرة اخرى و نجعلها " قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى لله رب العالمين " و لتقرن هذه النيه بالعمل الجاد " ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه"فلعلنا نكون بذلك قد حققنا جزء من هذه الشموليه و طبقنا الاسلام على واقعنا و نصرنا الله فى انفسنا .

No comments: