Thursday, August 31, 2006

افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر



السلام عليكم
لقد كتبت هذا الموضوع فى هذا الوقت بالرغم ما بداخلى من الافكار الاخرى التى اود كتابتها لاسباب كثيره , منها ان داعية اسلامى عملوا له قضية فى امن الدوله لانه قال كلمة حق , هذا من جانب و من جانب اخر ان يوجد من الناس من يقولون كلمة الحق لا لانها كلمة حق و لكن لتطلع الى السلطة و الثروة و بالتالى يتحول من كلمة الحق الى كلمات تدعو الى رفع السلاح , و هذا غير مطلوب مننا , غير مطلوب مننا ان نرفع السلاح فى وجه الحكام , فان كنا نطالب بكلمة الحق فنحن نطالب بها لاعلاء كلمتى الحق و الدين , فكلمة الحق المطلوبه ليست معاداة لحكم بعينه او شخص بعينه و الدليل على ذلك مثلا , ان لو الحكام اتغيروا و ربنا هداهم و قالوا خلاص احنا فعلا هنعمل بما اراد الله و سننشر العدل و الامان و سنحارب الفساد و نقضى عليه , هل سنظل ايضا نحاربهم , لا بالطبع , لاننا ليس همنا محاربة السطة للوصول اليها , و ليس همنا اشخاص باعينهم , لذا احببت ان اكتب فى هذا الموضوع كى نفرق بين لغة الحق و لغة الحرب , و خير مثال وجده للكتابة فى هذا الموضوع هو زعيم المعارضة و الثروات , انه " أبو ذر " , فدعونا نعيش مع قصته من وحى كتاب رجال حول الرسول:
عندما اسلم " ابو ذر" سأله النبى :ممن أنت يا أخا العرب ؟, فأجابه : من غفار , فيقول " أبو ذر" :" ان النبى صلى الله عليه وسلم جعل يرفع بصره و يصوبه تعجبا , لما كان من غفار" , ثم قال : ان الله يهدى من يشاء , و ذلك لان قبيلة غفار اهلها مضرب المثل فى السطو غير المشروع .. و الويل لمن يسلمه الليل الى واحد من قبيلة غفار , لذا قال النبى صلى الله عليه وسلم مقولته هذه . عندما اسلم أبو ذر كان ترتيبه فى المسلمين الخامس او السادس , و كان يحمل طبيعة فوارة جياشة , فلقد خلق ليتمرد على الباطل أنى يكون , و فور اسلامه توجه الى الرسول عليه الصلاة و السلام بهذا السؤال : يا رسول الله , بم تأمرنى ...؟,فأجابه الرسول : ترجع الى قومك حتى يبلغك أمرى .., فقال أبو ذر : و الذى نفسى بيده لا ارجع حتى أصرخ بالاسلام فى المسجد ..!!, و دخل المسجد الحرام و نادى بأعلى صوته " أشهد أن لا اله الا الله ..و أشهد أن محمدا رسول الله " , فاحاط به المشركون و ضربوه حتى صرعوه , و سمع العباس عم النبى بذلك فاراد ان يخلصه من ايديهم , فقال لهم " يا معشر قريش , انتم تجار و طريقكم على غفار , و هذا رجل من رجالهم , ان يحرض قومه عليكم , يقطعوا على قوافلكم الطريق " فتركوه , و عاد " أبو ذر "الى عشيرته و قومه و دعاهم الى الاسلام, و لم يكتفى بقبيلته فقط , بل انتقل الى قبيلة" اسلم", و تتابع الايام و يهاجر الرسول الى المدينه , و يأتى " ابو ذر" و معه قبيلة " غفار " و " اسلم" مسلمين , فيقول الرسول عليه الصلاة و السلام لقبيلة "غفار" : غفار غفر الله لها , و يقول لقبيلة " اسلم ":و أسلم سالمها الله ,اما " أبو ذر " فيقول رأيه فيه :" ما أقلت الغبراء , و لا أظلت الخضراء أصدق لهجة لهجة من أبى ذر" , لقد قرأ الرسول عليه الصلاة و السلام مستقبل صاحبه , و لخص حياته كلها فى هذه الكلمات , و ألقى الرسول عليه يوما هذا السؤال : يا أبا ذر , كيف أنت اذا أدركك امراء يستأثرون بالفىء ؟ فأجاب قائلا : اذا و الذى بعثك بالحق , لاضربن بسيفى , فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : أفلا أدلكم على خير من ذلك ...؟اصبر حتى تلقانى , و لسوف يحفظ " أبو ذر " وصية معلمه و رسوله .
و لقد مضى عهد الرسول , و من بعده عصر أبى بكر , و عصر عمر فى تفوق كامل على مغريات الحياة و دواعى الفتنة فيها , ثم وجد " أبو ذر " ان ألوية المجد الشخصى و الدنيا بزخرفها الياطل توشك أن تفتن الذين كل دورهم فى الحياه أن يرفعوا راية الله , فراح يمد يمينه الى سيفه كى يواجه المجتمع بسيفه , و لكن سرعان ما تذكر وصية رسوله و انه لا ينبغى ان يرفع السيف فى وجه مسلم " و ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا الا خطأ" , فليس دوره ان يقتل , بل يعترض , فان السيف ليس اداة التغيير بل الكلمة الصادقة العادلة , فان كلمة واحدة يقولها , لأمضى من ملء الأرض سيوفا , و خرج أبو ذر الى معاقل السلطة و الثروة , و جعل هتافه الذى يردده فى كل زمان و مكان .. و يردده الناس عنه كأنه نشيد .. هذه الكلمات :
" بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب و الفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم و جنوبهم يوم القيامة" , و لقد بدأ بأكثر تلك المعاقل سيطرة و رهبة ..هناك فى الشام حيث " معاوية بن ابى سفيان " يحكم أرضا من أكثر بلاد الاسلام خصوبة و خيرا و فيئا ..و انه ليعطى الاموال و يوزعها بغير حساب , فذهب الى هناك و و لم يكد الناس العاديون يسمعون بمقدمه حتى استقبلوه فى حماسة و شوق , فألقى أبو ذر نظرة على من حوله فوجد اكثرهم ذوى خصاصة و فقر , ثم نظر نحو المشارف القريبه فوجد القصور و الضياع , فيصرخ فيمن حوله قائلا : عجبت لمن لا يجد القوت فى بيته , كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه , ثم سرعان ما يذكر وصية رسول الله , فيترك لغة الحرب هذه و يعود الى لغة المنطق و الاقناع , فيعلم الناس أنهم سواسيه كأسنان المشط ...و أنه لا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى ..و أن أمير القوم ووليهم ,هو أول من يجوع اذا جاعوا , و آخر من يشبع اذا شبعوا .., فلقد قرر أن يخلق بكلماته و شجاعته رأيا عاما فى كل بلاد الاسلام يكون له من الفطنة , و المناعة , و القوة ما يجعله شكيمة لأمرائه و أغنيائه , و ما يحول دون ظهور طبقات مستغلة للحكم , أو محتكرة للثروة..و فى احد المناظرات للخليفة " معاوية بن ابى سفيان " يقف بلا خوف يسأله عن ثرواته قبل أن يصبح حاكما , و عن ثروته اليوم .!! , عن البيت الذى كان يسكنه بمكة , و عن قصوره بالشام اليوم ..!!,ثم يوجه السؤال للجالسين حوله من الصحابه الذين صحبوا معاوية الى الشام و صار لبعضهم ضياع و قصور , ثم يصيح فيهم جميعا : أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول و هو بين ظهرانيكم ..؟؟,و يتولى الاجابة عنهم : نعم ,أنتم الذين نزل فيكم القرآن ,و شهدتم مع الرسول المشاهد , ثم يعود و يسأل :أولا تجدون فى كتاب الله هذه الاية :
"و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ...يوم يحمى عليها فى نار جهنم , فتكوى بها جباههم , و جنوبهم , و ظهورهم , هذا ما كنزتم لانفسكم , فذوقوا ما كنتم تكنزون"
فيقول معاويه : " لقد أنزلت هذه الايه فى أهل الكتاب , فيصيح أبو ذر : لا ..بل أنزلت لنا و لهم , و اخذ يتابع ابو ذر الحديث ناصحا معاويه و من معه أن يخرجوا عن كل ما بأيديهم من ضياع و قصور و أموال ..و ألا يدخر أحدهم لنفسه أكثر من حاجات يومه , فتتناقل المحافل و الجموع نبأ هذه المناظره و يتعالى نشيد أبى ذر فى البيوت و الطرقات : (بشر الكانزين بمكاو من نار يوم القيامه ), و يستشعر معاويه الخطر فيكتب الى الخليفه "عثمان" رضى الله عنه يقول " ان أبا ذر قد أفسد الناس بالشام" , فيستدعى سيدنا عثمان أبى ذر الى المدينه , فيرجع ابى ذر فى يوم لم تشهد دمشق مثله يوما من أيام الحفاوة و الوداع , و عندما وصل الى المدينه عرض عليه سيدنا عثمان ان يبق بجانبه لما حدث فقال له : " ابق بجانبى , تغدو عليك اللقاح و تروح " , فأجابه أبو ذر : " لا حاجة لى فى دنياكم " , و طلب منه أن يأذن له بالخروج الى " الربذة " فأذن له . و فى يوما جاءه الى الربذة بعض المولعين بايقاد الفتنه من الكوفه يسألونه أن يرفع الثورة ضد الخليفة , فزجرهم بكلمات حاسمة :" و الله لو أن عثمان صلبنى على أطول خشبة , أو جبل , لسمعت و أطعت , و صبرت , و احتسبت , و رأيت ذلك خيرا لى ...و لو سيرنى سيرنى ما بين الأفق الى الأفق , لسمعت و أطعت , و صبرت , و احتسبت , و رأيت ذلك خير لى ... و لو ردنى الى منزلى , لسمعت و أطعت , و صبرت و احتسبت , و رأيت ذلك خيرا لى ", يا سبحان الله اهذا رد " ابو ذر " الذى وصل به الدرجة ان يلقاه " أبو موسى الأشعرى" يوما , فلم يكد يراه حتى فتح له ذراعيه مرحبا به قائلا : مرحبا أبا ذر ..مرحبا أخى , فيقول له " أبا ذر" : " لست بأخيك , انما كنت اخاك قبل أن تكون واليا و أميرا " , و عندما لقيه " أبو هريره " يوما و احتضنه , نحاه " أبا ذر " عنه بيده و قال له : اليك عنى ..ألست الذى وليت الامارة , فتطاولت فى البنيان , و اتخذت لك ماشية و زرعا , فمضى أبو هريره يدافع عن نفسه و يبرئها من تلك الشائعات , قد يكون " أبا ذر " مبالغا فى موقفه هذا و لكن ماذا نتوقع غير هذا الرد من رجل تفرغ للمعارضه الامينه و تبتل , فلم يتفرغ لها لسلطة او ثروة , فعاش ما استطاع حاملا لواء القدوه العظمى للرسول عليه السلام و صاحبيه , امينا عليها , حارسا لها .. و كان استاذا فى فن التفوق على مغريات الامارة , فلقد عرضت عليه امارة بالعراق فقال :"لا والله ...لن تميلوا على بدنياكم أبدا" , , فهكذا عاش ابو ذر , نجده يقول لصاحبه :" ألست ترى على هذه البرده و لى اخرى لصلاة الجمعة و لى عنزة احلبها و أتان أركبها , فأى نعمة أفضل مما نحن فيه ...؟؟ , نجده يجلس يوما يحدث و يقول : " اوصانى خليلى بسبع ...أمرنى بحب المساكين , و الدنو منهم ..,وأمرنى أن أنظر الى من هو دونى , و لا أنظر الى من هو فوقى ...,و أمرنى ألا أسأل أحدا شيئا..., و أمرنى أن أصل الرحم ...,و أمرنى أن أقول الحق و ان كان مرا...,و أمرنى ألا أخاف فى الله لومة لائم ...,و أمرنى أن أكثر من : لا حول و لا قوة الا بالله , فهكذا عاش " ابو ذر" فى ظل هذه الوصية و صاغ حياته وفقها , و ان كانت كل وصيه من هذه الوصايا تحتاج الى تفصيل كثير لا يسع المجال لها الان ,و جاءت لحظة وفاته , فتبكى ارمرأته , فيسألها : فيم البكاء؟ , فتقول : " لانك تموت , و ليس عندى ثوب يسعك كفنا " , فيبتسم و يقول لها : " اطمئنى ...لا تبكى , فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم و أنا عنده فى نفر من أصحابه يقول : ليموتن رجل منكم بفلاة من الارض , تشهده عصابة من المؤمنين ...و كل من كان معى فى ذلك المجلس مات فى جماعة و قرية , و لم يبق غيرى ...و هأنذا بالفلاة أموت , فراقبى الطريق ...فستطلع علينا عصابة من المؤمنين , فانى والله ما كذبت ولا كذبت " و فاضت روحه الى الله , و بالفعل قد صدق , فهذه قافلة تؤلف جماعة من المؤمنين , و على رأسهم " عبد الله بن مسعود " صاحب رسول الله , فيقترب ليبصر المشهد و يلوى زمام دابته و الركب نحو المشهد , فتقع عينه على " أبى ذر " صاحبه و اخيه فى الاسلام , فتفيض عيناه بالدمع و يقف على جثمانه الطاهر يقول :
"صدق رسول الله ...تمشى وحدك, و تموت وحدك , و تبعث وحدك ", هكذا قال الرسول عليه السلام عندما كانوا فى غزوة تبوك , نظر الصحابة وراءهم فلم يجدو " أبا ذر" فظنوا انه تخلف ,و لكن فى الحقيقه بعيره تعبت فنزل من على ظهرها و اخذ متاعه و حمله على ظهره و مضى ماشيا على قدميه , فعندما وضع المسلمون رحالهم ليستريحوا , اذا بهم يرون سحابه من الغبار تخفى وراءها شبح رجل , فعلم بذلك الرسول عليه السلام فقال :"كن أبا ذر", و بالفعل كان هو " أبا ذر"و سار نحو الرسول , و لم يكد صلى الله عليه وسلم يراه حتى ابتسم ابتسامه حانيه و قال :" يرحم الله أبا ذر...يمشى وحده ..و يموت وحده...و يبعث وحده ...", و بعد مضى عشرين عاما على هذا اليوم أو يزيد , مات أبو ذر وحيدا , فى فلاة الربذة ...بعد أن سار حياته كلها وحيدا على طريق لم يتألق فوقه سواه ... و لسوف يبعث عند الله وحيدا , لان زحام فضائله المتعدده , لن يترك بجانبه مكانا لأحد سواه . هذه هى قصة أبا ذر , ارجو ان تكون هى خير وسيلة لما اريد ان اوصله من معان

Wednesday, August 30, 2006

حول الثقافات


حول الثقافات
قديما ذكر عالما عظيما- السيد اسحق نيوتن- أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار و مضاد له في الاتجاه...بالتأكيد الرجل لم يذكر إلا حقيقة موجودة مسبقا طبقا لإرادة الله سبحانه و تعالى...يعتبر القانون الفيزيائي السابق في رأيي من أهم القوانين و ابسطها تقبلا و ملاحظة لأي عاقل يعي و يستوعب فأي منا لم يلحظ هذا؟
إذن فأي إنسان حتى هذه اللحظة لا يدرك هذا فلا نستطيع أن نتهمه بالجهل لأنه على الأقل سيلاحظه و إنما من الممكن بصراحة أن نتهمه بالاستعباط!
لماذا هذه المقدمة ؟
قرأت في الأهرام التعليمي منذ فترة كبيرة انه تم إلغاء رواية يوم القدس و استبدالها برواية الأيام لطه حسين و ذلك على حسب قول السؤل انه في إطار ثقافة السلام يجب أن نستبعد كل من من شانه أن يقوي ثقافة العنف و الكراهية و استبداله بما يقوي ثقافة السلام و المهادنة.
كنت ذات مرة جالسا أشاهد الأخبار فرأيت برنامجا كاملا باسم ثقافة السلام –مفيش مشكلة نتفرج- بدأت المذيعة الباسمة (دائما) تتحدث عن مفهوم السلام و أن الخير كل الخير في العيش في سلام و أن تربية الأطفال يجب أن تقوم على مفهوم السلام و نبذ العنف و الكراهية و التعايش مع الأخر و ذكرت الأستاذة انه تم ختام معسكر لرعاية ثقافة السلام شارك فيه العديد من الدول للتدريب على كيفية التعايش السلمي.
إذن فسياسة الدولة ألان قائمة على ثقافة السلام حسنا على ما اذكر انه طبقا لقانون الفعل و رد الفعل الذي يعلمه كل إنسان ولو بالفطرة طالما لا يستعبط ..فإنه طالما كانت إستراتيجية عدوي تهدف إلى بث الهوان و الخنوع في صدور أبناء الأمة العربية الإسلامية فأنه يجب أن تكون استراتيجيتي مضادة تماما لهذا الاتجاه و مساوية في التأثير بل و أكثر تأثيرا.
و لكن كيف يتم هذا ؟
من أهم الدروس المستفادة من المعارك الإسلامية ضد المشركين و طواغيت العصور و أخرها معركة حزب الله مع الكيان الصهيوني أن التكنولوجيا و التطور العسكري بدون أيدي قوية و أقدام ثابتة لا تستطيع أن تقدم شيئا – مثلما كان الوضع مع الكيان الصهيوني- فقد أبدى رجال حزب الله و من قبلهم رجال الجيش المصري في حرب 73 شجاعة بلا مثيل و بطولات لا حصر لها فلا احد ينسى عبد العاطي صائد الدبابات..و لكن كيف هذا كيف انتصر هؤلاء على الآلة العسكرية المتطورة الرهيبة على الرغم من فارق الإمكانيات.الإجابة ببساطة تأتي من الآية الكريمة التي تقول "و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة " فالإعداد هنا ليس إعداد عسكري و حسب بل هو إعداد نفسي بالدرجة الأولى ثم إعدادا عسكريا بالدرجة الثانية و الإعداد النفسي لن يأتي إلا بإحياء ثقافة الجهاد التي من شانها أن تصنع الرجال القادرين على خوض المعارك و لكن ما هي ثقافة الجهاد؟ ثقافة الجهاد ببساطة هي التي تجعل الفرد مرتبطا بربه أكثر من أي مخلوق فثقافة الجهاد هي التي تعني انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق هي التي تجعل الفرد مؤهلا تأهيلا كاملا للقتال بغض النظر عن الإمكانيات و لعل هذه الثقافة قد ظهر نجاحها كليتا في فلسطين فعلى الرغم من انه تقريبا لا يوجد أي إمكانيات إلا أنها استطاعت أن توجد جيل الاستشهاديين الذين لولا هذه الثقافة و التربية لما ظهروا (بالأمكان الرجوع لكتاب كيف تنفذ العمليات الإستشهادية به تفاصيل كاملة عن الإعداد النفسي قبل تنفيذ العملية) .
إذن فإعداد المجتمع بأكمله رجالا و نساء للجهاد هي مسالة بالدرجة الأولى تحافظ على الأمن القومي لأي وطن وأي بلد و عموما مصر كانت تطبق هذا المفهوم تحت اسم الجيش الشعبي الذي من ضمنه التربية العسكرية التي تنفذ بالجامعات للشباب و للفتيات الخدمة العامة و لكن بالطبع لان ثقافة السلام ضد هذا على طول الخط وجب أن تتحول هذه الأشياء إلى أي شيء أخر يضيع به الوقت بحيث يكره أي شاب أن يقوم بالتربية العسكرية من الأساس و من بعدها الجيش و هكذا.
و لكن كيف يصبح المجتمع كله في حالة استنفار و تنتشر ثقافة الجهاد؟ اولا يجب ان نبدأ بالتربية فهي بالفعل التي تهيء النفس كي تكون مجاهدة او ممايعة ثانيا يجب التركيز بشدة في المناهج و المقررات الدراسية على قصص و بطولات تاريخية تقدم الاسوة الصالحة و القدوة الحسنة والعزيمة و التركيز على ايات الجهاد التي طالبت السيدة رايس ان نقوم بالغائها من المقررات الدراسية ثالثا إن معرفة أن هناك عدو و خطر يحيط بالأمة و تحديد هذا العدو لهو امر لا يجب ان يقتصر على جيل بعينه بل يجب ان تتوارثه الأجيال طالما هناك أقصى أسير و أرض محتلة رابعا إن كل المحاولات الزائفة لتجميل صورة العدو و إظهاره في صورة طالب السلام هي محاولات خادعة يجب ان تتوقف و أن نقوم نحن الأفراد بنشر الحقائق بدئا من الوثيقة الصهيونية التي صدرت عام 1982 التي تسعى لتفتيت المنطقة العربية و تذكيرا بمذابح العدو الصهيوني التي لا تتوقف ضد الشعوب العربية و الإسلامية خامسا من أهم عوامل هزيمة الأمة الإسلامية في أكثر من معركة هي أننا نفرق حتى هذه اللحظة بين العدو الصهيوني و العدو الإمريكي لكي أوضح دعنا نعلن عن مطعم للوجبات السريعة إسرائيليا هل سيبتاع منها احد شيء؟ لا أعتقد بينما إذا نظرنا لمطاعم الوجبات السريعة الإمريكية لوجدناها ممتلئة عن أخرها ..فلماذا هذا الأختلاف و كلاهما محتل و كلاهما يسفك دماء المسلمين؟المشكلة انهم يتعاملون مع البلدان العربية و الإسلامية ككيان وواحد و بالتالي صار مهما ان يعلم الجميع أن أمريكا = الكيان الصهيوني و بالتالي يجب ايضا معاملة هذا الحلف كما تقول الأية الكريمة "و قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة" سادسا وهو برأيي هام جدا و ضروري جدا وجود مثل للجهاد ينفذ و يطبق على ارض الواقع يراه جميع افراد المجتمع و ليس معنى هذا ان ندخل في معارك كل يوم مع اي دولة و لكن يكفي الدخول في معارك داخلية مع الفساد بدون توقف فهذا يجعل المجتمع كله يرتقب و ينظر للمجتمع على انه فئتين فئة تحارب الفساد و فئة اخرى تسعى للفساد و حينها سيجد الذين يحاربون الفساد هم النموذج الصحيح فبالتاكيد سيسعى للانضمام اليهم و تنتشر ثقافتهم ..
و هنا اود التوقف قليلا وارى انه من الجدير بالذكر الاشارة إلى نقطة هامة جدا وهي انه و ياللاسف توجد بالفعل أزمة في العلماء المسلمين الذين نستطيع ان نسميهم الربانيين الذين لا يخشون في الحق لومة لائم كالعز بن عبد السلام رحمه الله و غيره للاسف ..هذه الازمة في هؤلاء العلماء ساعدت على اندثار ثقافة الجهاد فللأسف صار العلماء يركزون على مفاهيم العقيدة و العبادة – وهي بلا شك اشياء ضرورية جدا- الا انها للاسف بالبعد عن التطبيق العملي لها في مسائل كالامر بالمعروف و النهي عن المنكر و التذكير بالجهاد للاسف فقدوا جزئا من مصداقيتهم و لكي يتضح ما اقول اذكر بموقف العز بن عبد السلام مع الصالح اسماعيل حينما والي الصليبيين اعداء الامة حينما افتى بالخروج عليه و لم ياتي هذا من يوم و ليلة و لكن بعد مقارعة كبيرة معه لرده عن ظلمه اما الان للاسف لا يوجد من يرد احد عن ظلمه ...اذكر في احد المواقف ان أمام أحد المساجد طلبنا منه ان يدعوا للمجاهدين في العراق و ان يدعوا على كل خائن سهل قتل المسلمين فكان رده اننا إذا قمنا بهذا لألقينا جميعا في السجن و رفض رفضا شديدا ..و هنا حدثت الكارثة حيث فقد مصداقيته كأمام يعلم مفهوم العبودية للناس و ان تسلم وجهك لله و لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق..
لفت نظري هذا الجزء بشدة عندما كنت اتناقش مع مجموعة من الاصدقاء حول سبل التغيير في مصر و طرحت مجموعة من النماذج حدثت في دول اسلامية كجبهة الانقاذ في الجزائر و الثورة الإيرانية و السودان و افغانستان –كنا نتناقش حول كتاب فقه التغيير السياسي في الاسلام للاستاذ مجدي حسين و انصح الجميع بقرائته لاهميته بالفعل- و اتفق معظمنا على ان النموذج الوحيد الناجح هو نموذج الثورة الإيرانية و هو الاقرب للوضع المصري و لكن كان من ضمن اهم عوامل نجاح الثورة الإيرانية هو وجود مرجعيات دينية لم تخش في الحق لومة لائم هي التي حركت الجماهير و هي التي تحملت العواقب الاولى فضربت المثل فأتبعها الجماهير السؤال الان هنا في مصر لا توجد مرجعيات دينية فما هو البديل؟ البديل كان في العلماء الافاضل اصحاب الجمهور الغفير هم بالفعل صاروا اقرب للمرجعيات و بالتالي يجب عليهم ان يعيشوا في الواقع و بدلا من الاكتفاء بالدعاء على اليهود و غيرهم اضربوا المثل الصالح الواقعي فاين موقف هؤلاء العلماء من اهدار المال العام و اين موقفهم من معاهداتنا الاقتصادية مع اعداء الاسلام و اين موقفهم من قضايا الموالاة للاسف كل هذه القضايا الصمت عنها همشها و جعل هناك جدار يفصل ما بين المسجد و بين الحياة الواقعية وهو برايي كارثة مخالفة لروح الاسلام.
الخلاصة :
إن ما يبثه إعلام الدولة من برامج و ثقافات تهدف للتطبيع مع العدو و نشر ما يسمى ثقافة السلام هي ضرب في صميم الأمن القومي للوطن و تنشيء جيلا مائعا غير قادر على رفع السلاح أو المقاومة و لهذا بما أننا شعب عربي مسلم يجب علينا بكل قوة أن نحارب هذه الثقافة و أن نعلم جميعا أن نهضة الأمة لن تكون ألا بقيام كل منا بواجباته و ان نسعى جميعا لنشر ثقافة الجهاد و المقاومة .

Sunday, August 27, 2006

تعازينا



السلام عليكم
كنا من وقت نعزى اهالى قطار الصعيد , ثم بعدها عزينا اهالى الباخره و ها نحن الان نعزى اهالى قليوب لما حدث , لا اعرف الى متى سيكون الانسان هو الضحيه ؟! , لا اعلم الى متى سيشترى ارواح الضحايا ببعض المال الذى قد يؤخذ و قد لا يؤخذ ؟! , لا اعلم الى متى سيستمر هذا الاهمال المتغلغل فى نفوس كل واحد منا ؟!, ان كان حادث القطار هذا بسبب اهمال , اذن فكلنا شركاء فى هذه الجريمه , كلنا يوجد بنا اهمال تختلف صوره و اشكاله , تتعدد مسمياته و الفاظه , و لكنه فى النهايه هو اهمال .. اهمال , اهمال فى منزل , اهمال فى دراسه , اهمال فى عمل , اهمال فى مكان ما , فى زمان ما , كله اهمال , فان كان حادث القطار راح ضحيته بعض البشر الان , قد يكونوا اقاربى او لا , فسيضيع العمر غدا و نبحث عنه و لكننا سنجده هو ايضا راح ضحية الاهمال , فهل سنبقى بحالنا هذا كثيرا ؟!.

Saturday, August 26, 2006

مش عارفه اضحك و لا ابكى يا رمسيس

السلام عليكم
شاهدت بالامس نشرة اخبار , فاحببت ان انقل لكم جزء منها بالرغم من الاخبار السيئه التى بها الا ان بها اشياء مفرحه , كانت المذيعه بتتكلم عن نقل تمثال رمسيس , و ان الحمد لله التمثال تم نقله بنجاح بعد ان قضى نصف قرن فى مكانه هذا و سيقضى ما بقى فى المتحف المصرى الكبير الذى لم يتم بناؤه بعد , بصراحه صعب عليا ازاى دلوقتى هقدر اروح لميدان رمسيس و مشفهوش , ازاى هو كمان مش هيشوف الناس الى بيشوفها كل يوم , يعنى هيقضى بقيت عمره وحيد فى الهو , معلش بقى , ولى اسعدنى جدا انهم نقلوا التمثال قبل بناء المتحف عشان ينظفوه , بصراحه فرحت قوى , اخيرا رمسيس هيتنظف, بس ياترى هينظفوه بجنسون عشان بيبقى ناعم على البشره و لا هينظفوه بمنتج مصرى , بصراحه مش عارفه . المهم بقى فى الموضوع ده كله ان فى اشاعه بتقول ان احتمال الميدان يتحول اسمه من رمسيس الى مبارك , هما المسئولين لم يصرحوا بذلك و لكن يا ترى لو ده حصل , يعنى هنلاقى سواق الميكروباس بينادى , مبارك مبارك مبارك , بدل رمسيس رمسيس رمسيس , بصراحه فعلا حاجه تفرح و خاصة ان الاصوات الهاتفه لريس مش كتير الان , فكده كده هيبقى عليهم انهم يقولوا اسمه , و يسلام كمان لو يحطوا تمثال لريس مبارك بدل رمسيس , بجد مش هقدر امسك نفسى سعتها من الفرح . بصراحه كمان حسيت بلحظه وطنيه جميله و الناس كلها كده رفعه علم مصر و كأنهم انتصروا و حرروا بيت المقدس , ياه فعلا شعور جميل , و كانت الكلمه النهائيه ان الملك رمسيس هيقضى ما بقى فى المتحف المصرى الكبير , بصراحه بقى لسانى مقدرش يقول غير استغفر الله, لا ملك الا الله , اه مانا يعنى مش فى كل حاجه كده هبقى مبسوطه . و قعد احلم بقى يسلام كده لو ينقلوا حاجه تانيه , بس متهيئلى انهم لو هينقلوا حاجه تانيه فهينقلوها لما سوريا تضرب , اه , عشان الناس فى موضوع لبنان شغلت نفسها اكتر من الازم , فقالوا لأ بقى نفكرهم شويه بتاريخهم و مجدهم , فانا شايفه ان النقله التانيه ممكن لما سوريا تضرب , المهم انى مش عايزه اشغل نفسى الان بالنقله التانيه , و مش عايزه اخرج من لحظة الفرح دى , طبعا انتم فاهمين لحظة الفرح دى .

Wednesday, August 23, 2006

من ذكرى الاسراء و المعراج



السلام عليكم و رحمة الله
لقد مرت ذكرى الاسراء و المعراج , و يكاد ما سمعناه عنها هذه السنه هو ما سمعناه من قبل , و لكن هل تدبرنا ما سمعناه ؟ هل وقفنا مع انفسنا فى موضوع مثل الصلاة ؟ الصلاة التى فرضت فى هذه المناسبه , و معظمنا يعلم ان الصلاة هى العباده الوحيده التى فرضت بدون وسيط , اى فرضت مباشرة من الله عز و جل الى الرسول (صلى الله عليه و سلم), و نعلم ايضا ان الله عز و جل عندما فرض الصلاة كانت خمسين صلاه و لكن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) سأل الله عز و جل ان يقلل هذه الصلوات حتى اصبحت خمسة فى العمل و خمسين فى الاجر , و نعلم ان الرسول ( صلى الله عليه وسلم) قال فيها : " اعلموا ان خير اعمالكم الصلاة " , و قال ايضا " ان فى الصلاة شفاء " و نجده يقول " و جعلت قرة عينى فى الصلاة " و يقول لسيدنا بلال " ارحنا بها يا بلال " , و نعلم ان اخر وصية له كانت الصلاة , اليس هذا كله يدل على اهمية الصلاة؟ , اليس هذا يتطلب منا وقفة مع انفسنا لكى نرى حالنا مع الصلاة؟ , فكثير منا يسمع الاذان و لا يقوم للصلاة الا بعد فتره او الى ان ينهى ما يفعله مع انه يعلم أن الله اكبر من اى شىء , اذن فأين العيب ؟ الاجابه قالها احد العلماء ألا و هى " يسمع الاذان اذا خشعت القلوب التى فى الابدان و لو خشع القلب لخشعت الجوارح " , بالفعل لو خشعت القلوب لخشعت الجوارح , و هذا الكلام ليس بغريب , فيوجد من النماذج ما يدل على ذلك , فنجد مثلا "كثير بن عبيد" يصلى امام بالناس ست سنوات , فتعجبوا الناس لانه يصلى كل هذه الفتره امام بهم فى كل الصلوات (اى الصلوات الخمس) و لم يسهوا , فسئلوه عن سبب ذلك , فقال: " ما دخلت باب المسجد قط و فى نفسى غير الله " , ارايتم كيف طبق معنى " الله اكبر " , نجد الامام " ابراهيم بن ميمون " الذى كان يعمل سائغا ,اذا سمع الاذان " الله اكبر " لم يكمل تنزيل المطرقه التى كان يطرق بها و يتركها , نجد " الربيع بن خثيم " الذى كان مشلولا يقول : اريد من يأخذنى الى الجامع فانى اسمع حى على الصلاه فلا اصبر , اما الان فنحن بصحتنا و نتكاسل عن الصلاه , نجد " عامر بن عبد الله بن الزبير " كان فى لحظاته الاخيره فسمع المؤذن فقال : خذوا بيدى الى المسجد ءاسمع داعى الله و لا اجيبه , فوضعوه فى الصف , فلما ركع خرجت روحه , نجد " مره بن شرحبيل " كان يصلى (1000) ركعه , و لما تعب صلى ( 400) ركعه , نجد " هارون الرشيد " و هو خليفة و ما يحمل من اعباء الخلافة يصلى (300) ركعه و يغزو عاما بنفسه و يحج عاما , يا اللهى و بالرغم من ذلك كانوا لا يشكون من قلة الوقت , اما الان نجدنا نخفف فى الصلاة بحجة الوقت و فى النهايه الوقت ايضا لا يكفى , و نجد من يصلى لا يؤدى الصلاة كما ينبغى , اتعلمون عندما سئل " حاتم الاصم " عن صلاته قال : " اذا حانت الصلاة أسبغت الوضوء و أتيت الموضع الذى اريد الصلاة فيه , فأقعد حتى تجتمع جوارحى , ثم أقوم الى صلاتى و أجعل الكعبة بين حاجبى و الصراط تحت قدمى , و الجنة عن يمينى , و النار عن شمالى , و ملك الموت ورائى , و أظنها آخر صلاتى , ثم أفوم بين الرجاء و الخوف , و أكبر تكبيرا بتحقيق ,و أقرأ قراءة بترتيل , و أركع ركوعا بتواضع , و أسجد سجودا بتخشع , و أتبعها الاخلاص , ثم لا ادرى اقبلت منى أم لا ؟" ارايتم كيف كانت صلاته ؟ اما نحن الان ندخل الى الصلاة و فى بالنا و فكرنا الف شىء نريد فعله .فى النهايه ما كان هذا الكلام الا تذكرة , و ان الذكرى تنفع المؤمنين , و لكننى بصراحه لم تستطيع يدى ان تجعل هذه الذكرى تمر دون الكتابه فى امر كالصلاة , لاننا فعلا كلنا مقصرين فيها و انا أولكم , فما هذا الكلام الا تذكرة لى و لكم لعلنا نعود مرة اخرى الى الصلاة بمعناها الحقيقى , الصلاة التى تنهى عن الفحشاء و المنكر , الصلاة التى قال عنها سيدنا على (رضى الله عنه ):" انما الصلاة صلة لانها تصل بصاحبها الى الجنه " , و قال ايضا " ان المؤمن اذا مات بكى عليه مصلاه فى الارض و مصعد عمله فى السماء " فياترى هل سيبكى علينا مصلانا فى الارض بعد مماتنا ام سيستريح مننا ؟

Monday, August 21, 2006

التائبون العابدون


ما الذى يجعلنا ننوى العمل و عبادة الله حق عباده و مع ذلك لا نعمل ؟ ما الذى يجعلنا نتحمس بعض الوقت ثم نعود لما كنا عليه بل اشد ؟ اذن فما الذى يؤخرنا عن نصر الله فى انفسنا و فيمن حولنا ؟ فى وجهة نظرى المتواضعه ان الذى يؤخرنا عن ذلك هى الذنوب التى ملأتنا و لا نتوب منها , فنشرع فى عمل شىء جديد دون ان نتوب على ما مضى و فات , و نشعر اننا نريد عمل المزيد و لكننا لا نستطيع و كأن عائق امامنا يمنعنا مما نريد فعله فنبحث عن هذا العائق و لكننا لا نجده , و لكن اذا تمعنا مع انفسنا لوجدنا ان العائق هى ذنوبنا التى جعلناها تزداد يوما بعد يوم دون توبة , تريدون دليل على كلامى , صح ؟ اذن سأقول لكم هذا الموقف الذى ذكر فى كتيب " فى بيتنا مرابط" و هو كالآتى : لما ارسل سعد بن ابى وقاص "رضى الله عنه " الى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين يطلب منه المدد فى القادسيه , و كان جيش الفرس أكثر من مائتى ألف , فقال له عمر : من عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى عبد الله سعد بن ابى وقاص : " يا سعد ..لا يغرنك أن قالوا خال رسول الله ..فمنذ متى و نحن ننتصر على أعدائنا بالعدد و العتاد .. انما ننتصر عليهم بطاعتنا لله و معصيتهم له , فاذا تساوينا فى المعصيه غلبونا بالعدد و العدة و العتاد . فانظر ما وقع فى جيشك من الوهن ( الضعف و حب الدنيا) , ففهم سيدنا سعد الرساله , و ذهب يحفز جنوده لا بالكلام و لا بالغنائم , و لكن بالعباده و الصلاه على وقتها ,و بالذكر و قيام الليل . ارائيتم هذا الموقف الذى يبدو للبعض انه موقف عادى , ارايتم كيف عالجوه؟ , اتوقفتم امام هذه المقوله " انما ننتصر عليهم بطاعتنا لله و معصيتهم له , فاذا تساوينا فى المعصيه غلبونا بالعدد و العدة و العتاد " , يا الهى من يحسب هذه الحسبة الان ؟! , من منا اصلا يعرف ذنوبه ؟ ! فالكثير منا يذنب و المصيبة الاكبر انه لا يدرى انه اذنب , ارائيتم ما اثر المعصيه ؟ , ارائتم اثر الطاعه ؟ و كما ذكرنا سابقا فى " شمولية الاسلام بين التطبيق و الاهواء" ان الصحابه فهموا معنى شمولية الطاعه و العباده و طبقوا ذلك , اعرفتم الان ايها الاحباب ما القيود التى تسلسلنا و تجعلنا فى اماكننا , فما استطعنا أن نقوم و ننفك من هذه القيود و ما استطعنا أن نجلس بحريتنا فى ظل هذه القيود و كأننا عاجزين. طبعا ايها الاحباب تريدون قناعات اكثر , اذن تعالوا الى كتاب الله و لنرى فى سورة التوبه قول الله عز و جل : " إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقاًّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ "111" التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ المُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِين"112""َ الا تلحظون ان فى الايه الاولى ذكر الله عز و جل المؤمنين الذين يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون و يقتلون و كلنا بلا استثناء نريد ان نكون مثل هؤلاء المؤمنين , اذن فلننظر الى الايه الثانيه ووصف هؤلاء المؤمنين , ما اول شىء ذكر ايها الاحباب فى صفاتهم ؟ اول صفه هى: "التائبون" , ارائيتم ان التوبه مهمه , فهؤلاء المؤمنين لم يعصموا من الذنوب و لكن كانت صفتهم " التائبون " , فهم دائمون التوبه من ذنوبهم كى يتححرروا منها و يتقربوا الى الله , فان التوبه هى البدايه التى ننطلق منها , فاذا اخلصنا النيه و توبنا توبة نصوحا كنا " العابدون " و هى الصفه الثانيه من هؤلاء المؤمنين و هنا العباده بفهومها الشامل كما ذكرنا من قبل,و اذا نظرنا الى اخر صفات لهؤلاء المؤمنين سنجدها " الامرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله , الم تلحظوا ان الامر ابتدأ بالتوبة و اصلاح النفس و انتهى بالانتهاء باصلاح الغير ,مما يبين لنا ان البداية للاصلاح او الانطلاقة من التوبة , اذن ان كانت الانطلاقه من هنا , و ان كنا عرفنا سبب تأخرنا فلنغيره اذن ولنتوب الان الى الله و لنصدق النيه فى هذه التوبه و لنتذكر قول الرسول (صلى الله عليه وسلم ):" و الله انى لأستغفر الله و أتوب اليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة " ياااااااااااه ان هذا هو رسول الله الذى غفر له ما تقدم من ذنب و ما تأخر , فما بالنا نحن ؟. اننى لن اتكلم عن التوبة كثير و خصوصا ان الكثير يعرف شروطها كالاقلاع عن الذنب و عدم العوده اليه و الندم و الاستغفار و عدم تسويفها ,و لكن ما اريده فعلا ان نتوب توبة حقيقه نستغفر الله فيها عن كل ما فعلناه و نصدق الله فيها بالعمل لعل الله يقبل هذه التوبه , فالنتوب اذن , ماذا ننتظرفالنقم الان و لنصل ركعتين نبكى فيهم و نتضرع الى الله و نتذلل اليه , فان كان احد منا الان لا يستطيع فعل ذلك لعدم اتاحة ذلك لعمل مثلا فليستغفر الله و لينوى التوبة فى قلبه و لا يجعل لسانه يقف عن الاستغفار حتى يذهب الى منزله و يصلى ركعتين لله يتوب فيهم عما مضى منه و لنصدق مع الله و لنعمل لهذه التوبة لعل الله يتقبلها . " اللهم انت ربى لا اله الا انت خلقتنى و انا عبدك و انا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك على و ابوء بذنبى فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب الا انت " ابوء : اى اعترف , فاللهم ارزقنا توبة خالصة لك يا الله

Tuesday, August 15, 2006

شمولية الاسلام بين التطبيق و الاهواء



السلام عليكم و رحمة الله
لا اعلم لماذا عندما يذكر مقوله كهذه " انصر الله فى نفسك و من حولك " و ما شابهها من هذه المقولات نجد ان اول شىء تبادر للذهن الصلاه و المكث فى المسجد و الدعاء فقط و كأن نصر الله يتأتى من هذه الامور فقط , لا والله فمن فهم ان عبادة الله تأتى من هذه الاشياء فقط عليه ان يراجع مفاهيمه , لان الاسلام دين شامل , فنجد قدوتنا و حبيبنا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) اكبر مثل لنا فى فى تطبيق شمولية الاسلام , فكان العابد و الزوج و الاب و الصديق و القائد , فلم يكتف بالصلاه وحدها فى نصرة هذه الامه مع ان الله معه و لكنه لاقى فى سبيل نصرة هذه الامه الاذى و تحمل الصعاب_ حتى نأخذه قدوه لنا الى يوم الدين و حتى نعلم ان نصرة هذه الامه لن تأتى بالكسل و الخمول انما بالعمل الجاد و تحمل الصعاب _ و مع ذلك كان اب و زوج و صديق و لم يهمل جانب فى حياته , فنجده طبق شمولية هذا الاسلام و شمولية العباده ( قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى لله رب العالمين ) ارأيتم ان كل شىء فى هذه الحياه هى عباده لله اذا وضعنا النيه لذلك و كانت هذه النيه مقترنه بالعمل , و لكن كيف ؟ , عندما تعمل و تقوم بمهامك اليس ذلك عباده لان العمل عباده و لانك بعملك هذا تساعد فى نصرة هذه الامه , الست قادرا ان تضع نيه عند الاكل بانك تأكل لكى تقوى بدنك و لان لبدنك عليك حق و حتى تكون قادرا على عبادة الله , فبذلك تؤجر على اكلك ان شاء الله و يكون اكلك فى هذه الحاله عباده , الست قادرا على ان تضع نية لنومك بان تنوى ان هذا النوم ما هو الا راحة للجسد حتى يستطيع فى اليوم التالى او الحظات القادمه ان يعبد الله بشكل احسن و بهذا تكون اجرت على نومك ان شاء الله و يكون بذلك نومك هذا عباده , ارأيتم اننا يمكننا ان نجعل كل شىء عباده فى هذه الحياه , الصحابه عليهم رضوان الله نجدهم فهموا ذلك المفهوم و طبقوه , فنجد سيدنا "سلمان " يقول لسيدنا " ابو الدرداء" عندما وجد مبالغته فى العباده انه يقوم ليله و يصوم نهاره " ان لعينيك عليك حقا , و ان لاهلك عليك حقا _ صم و افطر ..و صل و نم " فبلغ ذلك رسول الله فقال " لقد أشبع سلمان علما " , اذن هنا نجد الصحابه فهموا مفهوم العباده صح و انها ليست صلاه و صيام فقط , اذن فلماذا نفصل نحن الحياه عن الدين و كأنهم شيئين مختلفين مع اننا نسير على نهج الرسول و الصحابه و التابعين ؟!.و بعد هذا الكلام مثلا اسئله كهذه " بس انا عملى غير دينى يعنى انا مثلا بشتغل تاجر ازاى هاخد اجر و انصر الاسلام " هنقول ان النيه اذا وضعت بأن هذا العمل لله لاننا علينا ان نعمر هذا الكون و هذا الكون سنعمره بالعمل , و اتقن عمله لاخذ اجر ان شاء الله و لانتصر الاسلام , ألم ينتشر الاسلام فى كثير من الاماكن عن طريق التجار او الجاليات الاسلاميه ,. عندما رأوا سكان البلده هؤلاء التجار على قدر من الخلق و الايمان و اتقان العمل امنوا بفكرتهم و عقيدتهم و دخلوا الاسلام . فهم لم يدخلوه لانهم راؤهم يصلوا و لكنهم دخلوه عندما رأوا هؤلاء التجار يطبقون الاسلام على واقع حياتهم , اليس بذلك الأمر هم نصروا الله فى انفسهم و فى من حولهم " علينا ان نقف لحظة مع هذه المقوله و نسأل انفسنا : هل نحن فعلا ننصر الله فى انفسنا فنطبق ما امر به و ننتهى عما نهى عنه ؟" , اما الان كثيرا منا يسمع هذه المقوله عندما يذهب مثلا لشراء شىء ( الراجل المتدين ده اوعى تشترى منه حاجه ده مغلوانى ) هل لاحظتم اول كلمه قيلت ؟ انها " الرجل المتدين " وا اسفاه ان كثيرا من الناس يفترض عليهم ان يمثلوا الاسلام بطريقته الشموليه الصحيحه و لكن اخذوه حسب اهوائهم و اتخذوا الدين ستار يدارى افعالهم و الله برىء من افعالهم هذه فلا هذا ما امر به الله و لا هذا ما امر به نبينا صلى الله عليه و سلم , و نجد الناس من الجهة الاخرى اخذوا هذا النموذج فقط و ضربوا به الامثله فى جميع المواقف و كأن هذا النموذج هو المعبر فعلا عن الاسلام و كأن الخطأ فى الاسلام نفسه و ليس فى هذا الرجل , و نجد ان الناس سارت على افعاله كأنه قدوه , فعندما يفعلون ذنب يتحججون انهم احسن من غيرهم المتدينين و كأنهم لم يجدوا نماذج صالحه فعلا و لكن ماذا نقول فهذه هى طبيعة الناس و كما يقال السيئه تعم , و لكن للاسف ان هؤلاء الناس لم يحاولوا ان يصلحوا هم من انفسهم و ان ينشروا الطريقه الصحيحه كى يعدلوا هذا النموذج و لم يفكروا بنصح هذا المثل الخطأ ففعلوا فعلته و اخذوا ايضا ما يعجبهم فقط من هذا الدين , اذن ما اريد الوصول اليه ان نعلم شمولية هذا الاسلام , فنحن دائما نجد فى ايات القرآن ان الايمان مقترن بالعمل و هنا لم يحدد العمل فلم يفول مثلا الجالسون فى المساجد لان الاسلام دين شامل لا يفصل بين الدين و الحياه . ايضا نجد ( و ما خلقت الانس و الجن الا ليعبدون ) , حقا اننا خلقنا لنعبد الله
فاذا اخذنا الايه بمفهوم شمولى ما وقعنا فى الخطأ و تخيلنا ان الاسلام و نصر الله ياتى فقط من الصلاه و الدعاء
و من يفعل ذلك فقد يكون فهم شمولية الاسلام بصوره خاطئه او جعل ذلك حجة ليدارى به كسله عن العمل الجاد و الشاق , اذن علينا ايها الاحباب الكرام ان نعيد شمولية الاسلام مرة اخرى و لنعلم ان كل شىء فى حياتنا هذه هى عبادة لله , كل ما علينا ان نستحضر نوايانا مرة اخرى و نجعلها " قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى لله رب العالمين " و لتقرن هذه النيه بالعمل الجاد " ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه"فلعلنا نكون بذلك قد حققنا جزء من هذه الشموليه و طبقنا الاسلام على واقعنا و نصرنا الله فى انفسنا .

Saturday, August 12, 2006

خواطر فى بحر الاحزان






انها صور لطفل فقد امه فى هذه الحرب فبماذا توحى اليك هذه الصور و ماذا خطر على بالك الان ؟ هل توحى لك بالموت و فراق الاحبه و حقارة الدنيا و قصر الاجل فتذكرت " كل نفس ذائقة الموت و انما توفون أجوركم يوم القيامه فمن زحزح عن النار و ادخل الجنه فقد فاز و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور " , ام تذكرت مرارة الحرب و بطش الجبابره و ألم المظلومين , ام رأيت نفسك مكان هذا الطفل فشعرت بمدى حزنه فى هذه الحياه , ام تذكرت يوم موتك و سألت نفسك ماذا اعددت له ؟ هل نصرت الله فى نفسى كى ينصرنى الله و يقف معى فى هذا الموقف ؟ هل فعلت ما يجب على من عباده و عمل و اخلاق و معاملات و طلب للعلم و امر بالمعروف و نهى عن منكر و مجاهده للنفس و .......و.........و.....الخ
ام تذكرت الشهاده فى سبيل الله و تذكرت ان من سأل الله الشهاده بصدق و مات على فراشه فهو شهيد حيث ان طالب الشهاده بصدق يعمل لها و يعد لها حتى ان لم يمت شهيد , ام تذكرت هذه الايه " و لا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون , فرحين بما ءاتاهم الله من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم و لا هم يحزنون , يستبشرون بنعمة من الله و فضل و أن الله لا يضيع أجر المؤمنين" , ام تذكرت فضل الام و كم العقوق الذى فعلته فى حقها الذى يحتاج الى توبه و استغفار , ام تذكرت ان اكثر الوقت ظلمة هو الذى يأتى الفجر بعده و انه مهما طال الظلم فلابد من نور يسطع فى الافاق , ام بكيت على نفسك عسى ان تكون هى من الاسباب التى جعلتك ترى هذه الصور الان بسبب معاصيك و تقصيرك ؟ , ام تذكرت القضاء و القدر و ان هذا الطفل ما عليه الا الصبر , نعم الصبر هو مفتاح كل شىء فان الانسان لن يحافظ على همته و اعماله الا اذا تحلى بالصبر , ام جرت الغيرة فى دمك و تمنيت لو انك ذهبت لهذا الطفل كى تقف بجانبه و تقتل من قتل امه فاكتشفت انك مازلت فى مكانك فرفعت يدك داعيا حسبنا الله و نعم الوكيل و قمت صليت ركعتين لله عسى ان ينصرنا و اخذت عهد على نفسك ان تنصر الله فى نفسك و بيتك و اهلك و اقاربك و مجتمعك بكل ما تستطيع , ام شاهد هذه الصور كغيرك فلم تحرك بداخلك شىء او حركت مشاعرك دون جوارحك كى تعمل لهذه الامه ؟! اللهم استخدمنا و لا تستبدلنا

Thursday, August 10, 2006

لماذا النظام الاسلامي ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كنت دائما منشغلا بهذا السؤال هل حتمية النظام الاسلامي كسياسة للدولة و نظام للدولة تاتي فقط لانه منزل من الله سبحانه و تعالى وهو سبب كافي بالطبع دون اي مميزات اخرى عن النظم الوضعية من البشر كالنظم الاشتراكية و الراسمالية ؟
اتفق مع الكثيرين ان السبب الاول كافي و لكن مع نظرة علمية دقيقة سنجد انه بالفعل به من التشريعات التي تحترم الانسان كخليفة لله في الارض و تعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية و المساواة و سنجد ان جوهر الاختلاف الرئيسي بين كل الانظمة تحديدا في الناحية الاقتصادية يعتمد على مفهوم الملكية في كل نظام و سيتم شرح هذا بالتفصيل.
و لهذا سأبدا بعمل عرض مبسط لوضع الانسان في كلا الانظمة التي ذكرتها مسبقا و لنبدأ بالنظام الاشتراكي.
النظام الاشتراكي:
سنجد هنا ان هناك نظرتان للنظام الاشتراكي الاولى تكاد تقترب من الشيوعية الصرفة و الاخرى تقترب من الرؤيا الاسلامية و بالتالي سنختص هنا بالكلام عن الرؤيا البعيدة عن الاسلام التي يجوز ان نطلق عليها الشيوعية .
عندما بدأ ماركس و انجلز(مؤسسا النظرية الشيوعية) النظر إلى المجتمع الذي حولهما صدما بحالة الفقر المدقع و ركود الاسواق و حالة الاستغلال البشع التي تسيطر على المجتمع . فبدئا بتحليل الوضع بنظرة مادية بحتة فوجدا ان السبب الرئيسي يعتمد على ان هناك في المجتمع طبقتان الاولى معدمة فقيرة و لكنها هي اغلبية المجتمع و الثانية ثرية ثراء فاحش و لكنها قليلة العدد ... و على الرغم من هذا فهي التي بيدها مقاليد الامور و نظرا لان الفقراء لا يملكون ما يشترون به و نظرا لان الاغنياء يدفعهم ثرائهم إلى عدم الشراء من السوق المحلية يحدث الركود و تموت الاسواق....من هنا نجد في هذا التحليل ان المشكلة الرئيسية هي وجود مجتمع طبقي .
اذن لو كان المجتمع مجتمع ذو طبقة واحدة لما حدثت المشكلة و لصار الجميع يتدافعون على السوق و بالتالي لن يحدث الركود كما ان الجميع سيشارك في صنع القرار و يسود العدل نظرا لان الجميع لديه نفس القوة الشرائية و الراسمالية و بالتالي تصير الدولة هي الوحيدة التي تملك و يصير الجميع مجرد منتفعين على حد السواء .
و لكن ما هو الطريق لازالة الطبقات؟ الاجابة تاتي من الاتي نظرا لان هناك طبقة فقيرة معدمة هي التي تحتك بالالات و الماكينات – في مقابل اقل القليل – ذات الطبيعة الثورية التي تغير الاوضاع و تطورها من حالة إلى حالة فإنه سيتطور ايضا نتيجة لاحتكاكه بالالات و و يثور على الوضع الطبقي و يصنع بيده التغيير.
لكن نجد هنا في هذه التحليل انه مادي بحت جعل الانسان مفعول به لا حول له ولا قوة المادة (الالات او الطبيعة )هي التي تشكل وجدانه و تطوره و تجعله يثور على ما حوله دون قرار واثق منه كما انها لغت حق الانسان في التميز و التملك و الاجتهاد و التطور فمن حق اي انسان ان يتفوق و بالتالي يزيد من وضعه الاجتماعي .
ثانيا النظام الراسمالي:
على النقيض من النظام السابق نجد ان هنا مفهوم الملكية ملكية رقبة استغلالية بحتة بمعنى انه لتتملك ما تريد و لتفعل ما تريد حيث تعلوا مصلحة الفرد على مصلحة المجموع بشكل صارخ .... و لعل الفلسفة الراسمالية تمثل بدقة الجشع الانساني فمنذ القدم كانت مصلحة المجموع هي معنى العدالة الاجتماعية بينما بينما مصلحة الفرد تمثل الطبقية و الاستغلال ....كمثال للتوضيح إذا تملك احد الافراد مجموعة من الفدادين فبامكانه زرعها بما يريد حتى و إن كان المجتمع بحاجة لمحصول معين طالما هذا المحصول سيعود عليه بالنفع و طالما هو يملكها ملكية رقبة .بالتاكيد هذا النظام يتعارض مع كل القيم الاخلاقية و لكن الاكثر انه ينتج من هذه النظرة للملكية طبقات في المجتمع و بالتالي يحدث الصراع السابق بين الطبقات كما وضحنا في المثال الاشتراكي ,السؤال الذي يطرح نفسه الان هو لماذا لم ينهار النظام الراسمالي الاستغلالي حتى هذه اللحظة على الرغم من انه لا يهتم مطلقا بمصلحة المجموع و انما قائم على مصلحة الفرد؟
الاجابة تكمن في الاتي:
ذكر ماركس مقولة ان الاستعمار هو اعلى درجات الرأسمالية...معنى العبارة السابقة انه نظرا للوضع الطبقي الرهيب الذي ينتج في النظام الراسمالي فان الطبقة الفقيرة (الاغلبية ) يجب رشوتها اجتماعيا اي اعطائها من الاموال ما يمكنها من الشراء فلا تثور و لا تركد الاسواق..... و لكن لماذا سميت بالرشوة الاجتماعية لان هذه الاموال انما تاتي من الاستعمار الخارجي و اسغلال ثروات الاخرين و فتح اسواق بالاجبار لها في البلاد المستعمرة و بالتالي طالما ياخذ الفقراء هناك الاموال فسيغمضون اعينهم عن الاستغلال الذي يفرضه نظامهم على المجتمعات الاخرى اذن فهي رشوة بالمعنى الحرفي للكلمة .
ثالثا النظام الاسلامي:
مما سبق نجد ان المشكلة الرئيسية تكمن في مفهوم الملكية التي تؤدي إلى حدوث الطبقات في المجتمع و بالتلي صار حتميا ان نرى مفهوم الاسلام للملكية .
ينظر الاسلام للانسان على انه خليفة الله في ارضه و ان الله سبحانه و تعالى هو مالك كل شيء و ان الانسان ما هوالا وكيل الله سبحانه و تعالى - إن جاز لنا القول- في ادارة هذه الارض التي سخرها له الله .
اذن لا احد يملك فالملكية كلها لله و لكن هناك من وكل بادارة الارض .
السؤال الان كيف يدير هذه الارض و لمصلحة من لمصلحته الشخصية ام لمصلحة الامة و المجتمع؟
يعلى الاسلام من مفهوم الامة و الجماعة ففي الفقه نجد ان كل القواعد الشرعية تعلى من مصلحة الجماعة في مقابل مصلحة الفرد نظرا لان مصلحة الفرد هي بالتاكيد جزء من مصلحة الجماعة فمثلا يقسم الفقه حاجات الانسان إلى ثلاثة مراحل مرحلة الضروريات و مرحلة الحاجيات و مرحلة التحسينات,كمزيد من التوضيح نجد ان مرحلة الضروريات كمثال هي مرحلة كل ما هو ضروري لتوفير الحياة للانسان كالمأكل و المشرب و الملبس و بالتالي يجب على الحاكم خليفة الله في ارضه ووكيله فيها ان يوفر هذه الاشياء للشعب و لا ينتقل من هذه المرحلة إلى المراحل الاخرى الا إذا كانت الجماعة من الشعب قد توفرت لها هذه الضروريات و تصير المرحلة القادمة بدورها مرحلة ضرورية و هكذا.و بالتالي اصبحت ادارة الارض و ما عليها من موارد و ادوات انتاج تسير في اطار تحقيق مصلحة المجموع و كما ذكرنا مسبقا نجد ان مبدأ الاهتمام بالفرد ادى إلى ظهور الطبقات الاستغلالية التي ترتب عليها كل المشاكل التي طرحت من قبل كما ان هناك دائما اتصال بين جميع افراد المجتمع فيما يسمى الزكاة و الصدقات التي تضمن دائما إيجاد اموال و قوة شرائية لدي الفقراء و هي في هذه الحالة ليست رشوة اجتماعية كما في النظام الراسمالي , و لكن لنفرض انه لاي سبب من الاسباب تولدت طبقة في المجتمع تبتعد بفجوة كبيرة عن باقي الجماعة وهو خطأ إذا حدث وجب علاجه فنجد ان الفقه يعطي الحاكم و اهل الحل و العقد - ما ان الانسان هو وكيل الله في ارضه و يديرها بما يحقق مصلحة الجميع - الحق في اعادت توزيع الثروات بما يلغي هذه الطبقة كما ذكر الشهيد سيد قطب....و هو ما يتفق مع قانون الاصلاح الزراعي و تاميم قناة السويس هنا في مصر.
اذن فالملكية في الاسلام ملكية منفعة و ليست رقبة تعطي الانسان الذي هو وكيل الله في ارضه الحق في الانتفاع بالارض بما يحقق المصلحة للجميع و لاول مرة نجد الانسان فاعلا و ليس مفعولا به يفكر و يحقق و يعمل.

مما سبق اجد انني فعلا اقف عاجزا امام عظمة الاسلام كنظام و منهاج للحياة و اقول صدق رسول الله حين قال اليوم اتممت لكم دينكم.


Tuesday, August 08, 2006

اين هى منا؟



السلام عليكم و رحمة الله
اين هى منا ؟ هل هى أكله شهيه ام صديقه ام ممثله ام مطربه ام فلوس ام ........الخ ؟فما هى التى هى منا ؟ انها الاخرة يا احباب , اين الاخرة منا ؟ اين هى من عبادتنا و اعمالنا و اخلاقنا و سلوكياتنا ؟ اننى هنا لن اخاطب الحكام الطغاه الظلمه فقط او العصاه فقط و لكن سأخاطب ايضا الملتزمين لان الذكرى تنفع المومنين و لنكون جميعا صرحاء مع انفسنا و نسألها اين انتى يا نفس من الاخره ؟ اين انتى عندما تعصى الله من اجل شهوه و لذه مؤقته او من اجل مخلوق مثلك مع انك يا نفس ستفرين منهم " يوم يفر المرء من أخيه و أمه و ابيه و صاحبته و بنيه " فأولئك هم اعز الناس و بالرغم من ذلك ستفرين منهم يا نفس فمابالك بما هم ابعد منهم .
اننى اذكر هذا الكلام لاننى اشعر ان الظلم المتفشى فى تلك الايام هو سبب غياب الاخره عن اذهاننا و اعمالنا , فلقد تناست الناس الاخره , نعم تناسوها لان كل شىء حولنا يذكرنا بها و لكن تحاول الناس ان تتناساها حتى يخدعوا انفسهم و يشعروا بارتياح فى ضمائرهم , اليس هذا الحر الشديد يذكرنا بالاخره؟, يذكرنا بالشمس عندما تدنوا من الروؤس , اليست المياه المثلجه فى هذا الحر تذكرنا بفريق النار الذى يقول لفريق الجنه افيضوا علينا من الماء؟ , اليس العرق فى هذا الحر الشديد يذكرنا بعرق الاخره , فمنهم من يصل العرق الى كعبه و منهم من يصل الى ركبتيه و منهم من يلجمه العرق؟ , اليس الطريق الذى نسير فيه و كشافات النور التى عليه تذكرنا بان هذه الدنيا كهذا الطريق او تذكرنا بحياة البرزخ و ان هذه الكشافات من الانوار هى الاعمال الصالحه التى ستنير القبر او تذكرنا بأرض المحشر و هذه الانوار هى الحسنات التى سترفع الكفه و تدخلنا الجنه ان شاء الله؟ , اليست الجسور او الخيط البسيط يذكرنا بالصراط؟ , اليست نار الدنيا تذكرنا بنار جهنم " اللهم احفظنا "؟ , اليس النسيم و العطر و المشاهد الجميله تذكرنا برائحة الجنه و نعميها " اللهم ارزقنا الجنه"؟ , اذن لماذا ننسى الاخره ؟ هل بسبب الدنيا ؟ لماذا و ماذا سنأخذ منها ؟ لن نأخذ منها غير العمل الصالح و من عاش على شىء مات عليه و من مات على شىء بعث عليه , فعلى اى شىء سنعيش فى هذه الدنيا ؟ هل على الاغانى و التفاهات , ام على العمل الصالح المقترن بالرياء فقط ليقول الناس ان هذا الشخص عمل كثير من الاعمال الصالحه و يجىء فى الاخره و قد أخذ نصيبه فى الدنيا فقد عمل ليقول الناس و قد قيل , ام سنعيش على طاعة الله و مرضاته ؟
ادعوا الله ان نعيش على مرضاة الله و خاصة فى هذا الزمان حيث قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : يأتى زمان على أمتى يحبون خمس و ينسون خمس ..يحبون الدنيا و ينسون الاخره , يحبون المال و ينسون الحساب , يحبون المخلوق و ينسون الخالق , يحبون القصور و ينسون القبور , يحبون المعصيه و ينسون التوبه , فان كان الامر كذلك ابتلاهم الله بالغلاء و الوباء و الموت الفجأه و جور الجكام " صدقت يا حبيبى يا رسول الله
اذن هل يوجد حل كى ننجو من هول الاخره ؟ نعم يوجد قول الرسول ( صلى الله عليه و سلم ): "سبع يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله : امام عادل " اين الحكام و الائمه من هذا القول ؟!", شاب نشأ فى طاعة الله " اين نحن يا شباب من هذا القول , هل نطيع الله فعلا كما يريد الله ام ....؟!" , رجل قلبه متعلق بالمساجد " اين انتم يا رجال من هذا القول ؟!" , رجلان تحابا فى الله , اجتمعا عليه و افترقا عليه " الى متى سيظل كلا منا يعرف الاخر لمصلحه مؤقته؟!" , و رجل دعته امرأه ذات منصب و جمال فقال انى اخاف الله " اين نحن من هذا القول عندما نجلس اما شاشات التليفزيون و الدش ؟ اين نحن منه عندما نسير فى الشارع او نذهب الى الرحلات و المصايف " , و رجل ذكر الله خالصا ففاضت عيناه " متى كانت اخر دمعه سقطت من عينك لاجل الله وحده ؟" , و رجل تصدق بصدقه فأخفاها فلم تعلم شماله ما انفقت يمينه" متى كانت اخر صدقه انفقتها من اجل الله ؟ ")
حلول بسيطه فى ظاهرها و لكن لن يقوم بها الا من عرف الله معرفه حقيقه , فهى اعمال تطلب الى اخلاص و مجاهده للنفس , فلنبادر بهذه الاعمال اذن و لنتذكر هذه الايات لعلها تكون دافع لنا :
""فيومئذ وقعت الواقعه . و انشقت السماء فهى يومئذ واهيه . و الملك على ارجائها و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانيه . يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافيه . فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه . انى ظننت أنى ملاق حسابيه . فهو فى عيشة راضيه . فى جنة عاليه . قطوفها دانيه . كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الايام الخاليه , و أما من أوتى كتابه بشماله فيقول ياليتنى لم أوت كتابيه . و لم أدر ما حسابيه . ياليتها كانت القاضيه . ما أغنى عنى ماليه . هلك عنى سلطانيه . خذوه فغلوه . ثم الجحيم صلوه , ثم فى سلسة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه . انه كان لا يؤمن بالله العظيم . و لا يحض على طعام المسكين . فليس له اليوم هاهنا حميم . و لا طعام الا من غسلين . لا يأكله الا الخاطئون ."الحاقة"15:37"
فلنختار لانفسنا الان الان الطريق و الفريق , فريق الجنه او فريق السعير , اننى اعلم اننا سنختار ان شاء الله فريق الجنه فالنعمل اذن و لنسارع لها و لنتوب الان من ذنوبنا الكثيره , فلنتوب الان و لا نسوف التوبه و لندعوا الله ان يستخدمنا و لا يستبدلنا .

Sunday, August 06, 2006

مصعب الخير

السلام عليكم و رحمة الله
كثير منا يبحث فى هذه الايام عن قدوه حقيقيه بقتدى بها , هناك فعلا من هو قدوه و لكن كى يستزيد الانسان اكثر و يثبت نفسه فى ظل هذه الظروف عليه ان يقرأ قصص الصحابه و التابعين ليعلم القدوه الحقيقه . و انطلاقا من ذلك هاهى قصة نعيشها من كتاب رجال حول الرسول . انها قصة أول سفير فى الاسلام " مصعب بن عمير " او "مصعب الخير" , كان قبل اسلامه الفتى المدلل و لقد وصف المؤرخون شبابه فيقولون " كان أعطر أهل مكه" و لكن هل ظل على حاله هذا ؟ ام الاسلام غيره ؟ ام تنازل هو من أجل اسلامه؟ , عندما اسلم كتم اسلامه حتى لا تعلم امه لانها الوحيده التى كان يخاف منها , و لكن لا يخفى شىء عن اعين قريش و قد علم باسلامه " عثمان بن طلحه " و اخبر امه فوقف مصعب أمام أمه و عشيرته و اشراف مكه المجتمعين حوله يتلو عليهم فى يقين الحق , ( اما الان نجد هناك من يخاف ان يقف فى مسيره او مظاهره لقول كلمة حق , اما فى حياتنا اليوميه تقابلنا الكثير من المواقف التى تحتاج الى كلمة الحق و لكن لا نقولها , فالى متى سنخاف من الحق و نبعد عنه " اللهم ارنا الحق حقا فنتبعه و ارنا الياطل باطل فنجتنبه" ), فأخذته امه و حبسته و لكنه استطاع ان يخرج الى الحبشه مهاجرا و بعد رجوعه حاولت امه حبسه مرة اخرى و لكنه قال انه سيقتل كل من تستعين به على حبسه و لانها تعلم صدق عزمه اذا عزم ودعته باكيه وودعها باكيا و خرج من النعمه الوافره التى كان فيها من اجل الله و رسوله ( اما الان نجد كثير من الابناء يعصون الله و يبررون ذلك بان والديهم يريدون ذلك , فنجد مثلا الفتاه لا ترتدى حجابها لان والدتها قالت لها "لا ترتدى الحجاب يا بنتى و اعملى الى انتى عيزاه انتى لسه صغيره هتعقدى نفسك ليه كده بدرى "و نجد هذه الابنه سمعت كلام امها لانه يأتى على هواها و هى تعلم جيدا " لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق" و لنقيس على ذلك كثير من الامثله من حياتنا اليوميه التى عصينا فييها الخالق من اجل المخلوق) ,اختاره الرسول ليكون سفيرا الى المدينه , يفقه الانصار الذين آمنوا و بايعوا الرسول عند العقبه و يدخل غيرهم فى دين الله و يعد المدينه ليوم الهجره العظيم و برغم من صغر سنه الا انه حمل الامانه ( اما الان نجد الشباب ملىء بالسطحيه و غير قادر حتى على تحمل مسؤلية نفسه , فها هو نموذج لا ليعجز الشباب و لكن ليعطيهم القوه و الفخر بقدراتهم اذا استغلوها خير استغلال), حمل مصعب الامانه و المدينه التى جاءها يوم بعثه الرسول اليها و ليس فيها سوى اثنى عشر مسلما هم الذين بايعوا النبى من قبل بيعة العقبه فالنراها بعد ان حمل فيها الامانه : فى موسم الحج التالى لبيعة العقبه , كان مسلمو المدينه يرسلون الى مكه للقاء الرسول وفدا يمثلهم و ينوب عنهم و كان عدد اعضائه سبعين مؤمنا و مؤمنه , جاءوا تحت قيادة معلمهم و مبعوث نبيهم " مصعب بن عمير , ثم يكمل مصعب الخير الامانه و تجىء غزوة احد و يتقدم مصعب ليحمل الرايه بعد ان اختاره الرسل ( يا ترى لو كنا موجودين ايام الرسول او هو موجود على ايامنا هذه , هل كان سيختارنا لنحمل الرايه؟!) و يقول ابن اسعد : اخبرنا ابراهيم بن محمد بن شرحبيل , عن ابيه قال : " حمل " مصعب بن عمير" اللواء يوم احد , فلما جال المسلمون ثبت به مصعب , فأقبل ابن قميئه و هو فارس , فضربه على يده اليمنى فقطعها , و مصعب يقول " و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل " و أخذ اللواء بيده اليسرى و حنا عليه , فضرب يده اليسرى فقطعها , فحنا على اللواء و ضمه بعضديه الى صدره و هو يقول " و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل " ثم حمل عليه الثالثه بالرمح فأنقذه ...ووقع مصعب و سقط اللواء ( الكثير منا يعلم هذه القصه و لكن تعالوا نتخيلها و نعيشها من جديد و نتخيل هذا الموقف الصعب , و نتخيل انفسنا مكان " مصعب الخير" هل كنا سنثبت بهذا الثبات ؟ هل كنا سنستحمل فى سبيل الله كل هذا الالم ؟ و بعد ان نجيب انفسنا فلنسألها سؤال اخر هل هى ثابته على دين الله الان و تطبقه بفخر و تحاول نشره ؟ ),
و جاء الرسول و اصحابه يتفقدون ارض المعركه , ثم وقف الرسول عند مصعب و قال " من المؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه " ( فلنقف مع انفسنا وقفه امام هذه المقوله و نقول لها هل يا نفس عاهدى الله على شىء ؟ و هل يا نفس انتى صادقه فى هذا العهد ؟ , و ان لم تأخذى عهد مع الله و تصدقى فيه الى لحظتك هذه , فمتى ستصدقى ؟ عندما يأتيكى الموت فتقولى " رب ارجعون لعل اعمل صالحا"), ثم القى فى اسى نظرة حزن الى بردته التى كفن فيها و يقول" هأنتذا شعث الرأس فى بردة؟!" , مصعب الخير الذى كان منعم فى شبابه لم يجدوا ما يكفنوه فيه الا نمره فاذا وضعت على رجليه برزت رأسه و اذ وضعت على رأسه برزت قدماه ,(اين نحن من مصعب يا شباب اليوم ؟ اين نحن من مصعب يا من يريد النصر , هل نتمسك بديننا و نطبقه تطبيق سليم فى جميع نواحى حياتنا ام نأخذ ما يعجبنا فقط منه ؟ هل نحن نزعنا شهوات الدنيا و المعاصى من قلوبنا كمصعب الخير ؟) ,ثم اقبل الرسول على الصحابه الاحياء و قال " ايها الناس زوروهم , و أتوهم , و سلموا عليهم , فوالذى نفسى بيده , لا يسلم عليهم مسلم الى يوم القيامه الا ردوا السلام .
" السلام عليك يا مصعب
السلام عليكم معشر الشهداء
لقد حان الوقت ايها الشباب كى نحمل الرايه و نكون سفراء للاسلام ,فالنكون اذن كذلك و لنستعين بالله و لندعوه ان يرزقنا الاخلاص.

Friday, August 04, 2006

سورة الكهف



السلام عليكم
يعيش المسلم اليوم فى رحاب سورة الكهف و يتذكر قول الرسول (صلى الله عليه وسلم):من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال " و يتذكر ايضا " و من قرأ سورة الكهف يوم الجمعه أضاء الله له من النور ما بين الجمعتين", و نجد ان هذه السوره تبدأ بالحمد " الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا" فحقا ان نعمة الاسلام و القرآن لنعمه عظيمه و ما تراجعت هذه الامه الا بسبب بعدها عن الكتاب الكريم , ثم تأتى الايه الثانيه لتنذر و تبشر " قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا " ان هذه الايه تجعل المسلم يقف امام نفسه وقفه و يراجع حساباته مرة اخرى لكى يختار لنفسه طريق النذير او طريق البشرى , ثم تضرب لنا السورة اروع الامثله و هى قصة اصحاب الكهف و تذكرنى هذه القصه بأمرين اولهما بالحكام الطغاه الظلمه و منعهم تطبيق دين الله لذا اننى اشعر ان هذه القصه تعطى المؤمن صبرا لما يلاقيه فى هذه الايام من منع لدين الله ان ينتشرلانه متيقن من نصر الله و انه لن يتركه كما فعل مع اصحاب الكهف بل سينصره و يأويه , اما الامر الثانى فهو نصر الله و تثبيته لعباده المؤمنين و قدرته العظيمه فى النصر , فلقد غير الله نواميس الكون من اجل بعض الشباب " اصحاب الكهف"( و ترى الشمس اذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين واذا غربت تقرضهم ذات الشمال و هم فى فجوة منه ذلك من ءايات الله من يهد الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا) , اليس هذا امل لليائس الحيران و امل لشباب هذه الامه فى ظل هذه الايام ليعلموا ان قدرة الله فوق كل شىء و ان الايمان القوى و الاخذ بالاسباب و العمل الصالح هم اقوى من اسلحة الصهاينه و الامريكان , و لكن للاسف فى ظل هذه الاحداث وجدت الكثير غيرواثقين فى نصر الله و يضعون لذلك مبررات واهيه , و ليس معنى كلامى هذا ان النصر سيأتى من السماء او وحى سينزله علينا و لكننى اقصد ان يأخذ الانسان بالاسباب و يفعل قدر ما يستطيع و لا ينظر الى قلة ما يفعل او قلة ما يملك ان كان فعلا بذل قصارى جهده لان هذه القله مع الايمان الراسخ القوى سيصبح شىء عظيم , و اخيرا احب ان اذكر نقطه اخرى و هى رمز الكهف , قد يدل على الظلام و الخوف و الرعب و لكن ما الذى يهون هذه الاشياء؟ , ما الذى يهون على المؤمن اليوم ما يحدث من ظلم و جهل ؟ ان الاجابه واضحه " و اذ اعتزلتموهم و ما يعبدون الا الله فأوا الى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته و يهيئ لكم من أمركم مرفقا " فان الذى يهون علينا هذه الاحداث هى رحمة الله بنا و تهيئته لنا من امرنا مرفقا , فرحماك بنا يارب لا ملجأ و لا منجا منك الا اليك.

Wednesday, August 02, 2006

مظاهرات الاثنين في التحرير

مظاهرة حزب العمل
ذهبت قبل اذان العصر بحوالي خمس دقائق حيث كان متفق ان يتم التجمع داخل مسجد عمر مكرم و بالفعل تجمع مجموعة من اعضاء حزب العمل داخل المسجد في خلال هذه الفترة اتصل بي احد الاصدقاء لاحضاره من الجهة الاخرى من امام المسجد فذهبت انا و اكرم في و نحن سائرين قال لي اكرم لو لقيت حد بيجري ورانا اطلع اجري في اي حتة و مالكش دعوة باي حد.....هييييييه كانت كلمات مشجعة جدا يا اكرم ربنا يخليك ....و طبعا بعد رحلة طويلة مليئة بالبص ورانا و جنبنا و مستنيين اي حد يجري ورانا استطعنا احضار صديقنا و العودة بسلام إلى داخل المسجد....المهم بعد ان ادينا الصلاة قام الاستاذ ابو المعالي فائق يدعو المصلين لصلاة الغائب على ارواح الشهداء الصدمة ان عامل المسجد و الامام حاولوا منعنا بعنف من الصلاة؟! و لكن فرضنا الامر الواقع و ادينا الصلاة و عند خروجنا من المسجد حدثت مشاداة عنيفة بيننا و بين موظفي المسجد و لكن الحمد لله تداركنا الموقف و خرجنا من المسجد و بدأت الهتافات"لا إله الا الله"
اعلناها اعلاناها نصرالله يتولاها " كنا قد وصلنا تقريبا للمجمع و طوابير من فرق الكاراتيه و المخبرين تسير ورائنا ...ما ان وصلنا إلى حرم المجمع حتى بدأت الهتافات تزداد اشتعالا " يسقط يسقط حسني مبارك " "امن الدولة كلاب الدولة " انتوا مباحث دولة مين" و هكذا... كان العدد معقولا و إن كان هناك العديد لم يستطيعوا الحضور ...تحدث الاستاذ فاروق العشري عضو الحزب الناصري و فعلا كانت كلمته جيدة جدا حيث تكلم عن غياب الدور المصري تماما و هو ما يضر كليتا بالامن القومي المصري و ان انه يجب اتخاذ موقف حاسم ضد امريكا عدوة العرب و المسلمين....
في هذا الوقت حدثت صدامات مع الامن حيث قيل انه تم القبض على احد عناصر الحزب و بدأت عصا الامن في العمل و كاد الوضع يشتعل حتى تدخل الاستاذ محمد السخاوي امين تنظيم الحزب.....و تاكد ان الشخص الذي اشيع اعتقاله قد ذهب للمظاهرة في الجهة الاخرى ...فهدأ الحضور ...المهم بعد هذا تحدث الاستاذ كمال حبيب ...ثم تكلم الاستاذ مجدي حسين و فعلا كانت الكلمة جيدة جدا حيث اكد انه لا مانع من الاكتفاء بطرد السفير و لكن من هو السفير السفير هو مبارك .
هنا دوت الهتافات بعنف بسقوط مبارك ..اعجبني جدا هذا الوصف الواضح لمبارك ففعلا هو السفير الحقيقي لاسرائيل الذي يقوم برعاية المصالح الصهيونية ليس في مصر فحسب و لكن في المنطقة العربية عموما....
مظاهرة كفاية
كانت الساعة قاربت السادسة و كان متفق ان تلتقي المظاهرتان في تمام الساعة السادسة فبدأت المحاولات للذهاب لمظاهرة كفاية في الطرف المقابل من الشارع طبعا كل المحاولات للاختراق بعنف بائت الفشل و بعد مجموعة من المفاوضات استطعنا الخروج و التحمنا بمظاهرة كفاية في البداية توقفنا و تجمعا بالشارع ثم دخلنا لمظاهرة كفاية ....فعلا كان العدد جيدا ...كان هناك احمد شوبير مش عارف الحقيقة جي يعمل ايه عموما اول هتاف استلمناه بيه كان ضد مبارك راح واخد بعضه و ماشي
و بعدها اعلن مصطفي بكري عن ضرب بارجة اسرائيلية في البداية رجحت ان تكون كالمرة السابقة فشنك و انه لم يحدث شيء الا انه مع الانفعال الجماهيري الرهيب وجدت نفسي انفعل معهم و اتمنى ان يكون الخبر صحيحا و فعلا الحمد لله الخبر ثبتت صحته...ظللنا على هذا الحال نردد الهتافات كنت بجوار الاستاذ محمد متولي من الحزب بجوار الكردون الامني و فجأة هجم اعضاء المظاهرة على الامن المشكلة اننا كنا اقرب الناس للامن و بالتالي عند حدوث اي اشتباك نحن اول من ستنهمر عليه عصى الامن حاولنا ابعاد الناس و لكن بلا اي فائدة و بالعافية استطعنا الرجوع للخلف ببطء و فعلا ما هي الا لحظات و ارتفعت عصى الامن لتطول الجميع و لكن الحمد لله تجمع مجموعة من الشباب و منعوا التدافع من المتظاهرين و حاولوا تهدئة الامن.
من الغريب ان الهتافات التي تحتوي على البذائة تلقى صدي جيد من المتظاهرين و الاغرب ان الفتيات المتواجدين رددوها بكل قوة ...عجبي...
المهم بعد هذا كان اذان المغرب قد اذن فقمنا للصلاة و حضر صلى معنا مجموعة من الشباب و امها الاستاذ مجدي حسين قمنا بدعاء القنوط ...بعدها كانت المظاهرة قد هدأت و بدأنا في الخروج من المظاهرة ...حقا المنظر من الخارج مختلف تماما عن المنظر من الداخل يا الهي كل هؤلاء العسكر يحيطون بالمظاهرة و في كل مكان حتى انني ذهبت و صديق لي نبحث عن اي مكان نشرب منه فقال لي المكان شكله اتغير من كتر العساكر اللي موجودة!
لا ادري حقا متى ستتوقف كاردونات الامن التي تمنع المتظاهرين من التواصل مع الشعب لا ادري متى يدرك النظام ان حركت الحرية قد بدات بالفعل و انها لن تتوقف مهما كانت العوائق ...اه اعتذر لعدم توافر الصور الان ساحاول ان ارفق بعضها فيما بعد

Tuesday, August 01, 2006

سر تخاذلنا

السلام عليكم و رحمة الله
الانسان فى طل هذه الاحداث و ما يجرى من تخاذل لموقف الحكام العرب و تخاذل ايضا من قبل الناس يتذكر قول الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما قال لثوبان : كيف بك يا ثوبان اذا تداعت عليكم الأمم كتداعيكم على قصعة الطعام تصيبون منه. قال ثوبان: بأبى أنت و أمى يا رسول الله , أمن قلة بنا؟ قال:لا,أنتم يومئذ كثير , و لكن يلقى فى قلوبكم الوهن , قالوا : و ما الوهن يا رسول الله؟ قال: حبكم الدنيا و كراهيتكم القتال.
فالتفسير الوحيد لهذا التخاذل هذه الاجابه: حبكم الدنيا و كراهيتكم القتال , فحب الدنيا الذى تغلغل فى قلوب الناس و خوفهم على مصالحهم و تغليبها على مصالح اخوانهم و خوفهم من الموت و القتال هو السبب فى تداعى الامم علينا , فالى متى سنظل هكذا " ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق و لا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم و كثير منهم فاسقون" سورة الحديد"16"
و اخيرا من وحى هذه الاحداث كتبت هذه الكلمات لعلها تخرج ذرة مما فى قلبى فاليكم هذه الكلمات:
العراق و فلسطين زى لبنان و غيرها فى الظلم مشتركين
و العرب فى حالة خمول مش زى اجدادهم متعاونين
و قرروا ما يحاربوا مع المظلومين ضد الملاعين
لانهم بين خيارين اما القتال او الموت جعنين
و فيها ايه ما الاسعار بتغلى و الناس من ظلمكم فقرنين
و انتم قعدين على الكراسى خايفين ليخدوها الخائنين
بتتحاموا ورا شعارات السلام و كلكم محتلين مجرمين
سكتوا على الظالمين لحد ما قتلوا ايمان و اغتالوا ياسين
عملتم ايه غير الدعاء من غير خشوع و انتم غافلين
حتى آمين فى السر بتتقال خايفين يتقال عليكم ارهابين
و اللى يقول رايه بصراحه خذوه الى مستشفى المجانين
و لو وقفنا فى مظاهره بدون مقاومه فورا من المسجونين
محضرين سين و جيم على الورق الموقع مش مستنين
و المظلوم فى عنيكم ظالم و كلكم ما بتشفوش معمين
و فرقتوا الناس النساء فى قضايا المرأه و الخلع مشغولين
و الرجاله فى قضايا الحب و الزواج ملهوفين
و البنات و الصبيان من كتر الاعلانات بقوا معتوهين
احلامهم فى اكياس اللبان من غير اهداف سلبين
و القضيه اصبحت على لسان الرؤساء مهتمين
فى القاعات بيوقعوا على ورق فاضى بحبر باين
و القرارات من قبل الخرس و المعتوهين فى كل الميادين
كفياكم يا عرب تهريج و حسوا شويه برعيتكم الهلكنين
و خليكم صادقين مخلصين يمدكم الله بألف من الملائكه مردفين
و ابعدوا عن الجاهلبين و اعلموا ان الله خير الماكرين

ما هو الحل؟


السلام عليكم و رحمة الله
فى ظل هذه الاحداث الراهنه يتحدث الكثير عن دوره و ما يجب عليه ان يقدمه لهذه الامه . بداية للاجابه على هذا السؤال سنتحدث مع من يريد الاصلاح لهذه الامه و سنقول له: لماذا تريد الاصلاح ؟ او بمعنى اخر , هل تريد فعلا الاصلاح لوجه الله و اعلاء كلمتى الحق و الدين ؟ اى عندك اخلاص فى النيه ام هناك حظوظ للنفس خفيه انت نفسك لا تعلمها الا اذا تكلمت نع نفسك بصراحه ؟ , هذا السؤال قد يبدو فى ظاهره سهل او غير متعلق بالموضوع و لكن فى الحقيقه يرتبط بموضوعنا جدا , لان هذه الامه ستقوم على اكتاف المخلصين , فبجب علينا ان نراجع نوايانا مرة اخرى و نسأل انفسنا هل فعلا نحن نعمل لله فقط ؟ هل نحن نعمل فعلا دون النظر الى النتيجه او الثمره . لقد قرأت جزء للاستاذ سيد قطب من كتاب " الدعوه الاسلاميه فريضه شرعيه و ضروره بشريه " لدكتور صادق أمين يشرح فيه ما اعنيه بصوره اوضح و هذا الجزء كالتالى :
"فلما أن ابتلاهم الله فصبروا , و لما علم الله منهم أنهم لا ينظرون جزاء فى هذه الارض كائنا ما كان الجزاء , و لو كان هو انتصار هذه الدعوه على ايديهم , و قيام هذا الدين فى الارض بجهدهم , و لما لم يعد فى نفوسهم اعتزاز بجنس و لا قوم , و لا اعتزاز بوطن و لا ارض , و لا اعتزاز بعشيره و لا بيت ... و لما علم الله منهم ذلك كله علم أنهم _ اذن_ قد أصبحوا أمناء على هذه الأمانه الكبرى..أمناء على العقيده.. و أمناء على السلطان الذى يوضع فى ايديهم , ليقوموا به على شريعة الله ينفذونها , و على عدل الله يقيمونه" معالم على الطريق .. فصل طبيعة المنهج القرانى
لذا فيجب علينا ان نخلص النيه , فذلك بداية الحل و لكن يجب ان تكون هذه النيه مقترنه بالعمل .
اما النقطه الاخرى للحل : فهى عبادة الله عباده صحيحه كما يريدها الله . فاذا تطرقنا مثلا لنقطه كالصلاه لوجدنا البعض ممن يطلبون النصر لهذه الامه لا يصلون او يواظبون على صلاة الفجر , فكيف نطلب الجهاد و النصر و نحن غير قادرين على جهاد انفسنا ؟!و نجد من يواظبون على هذه الصلاه , صلاتهم مجرد شكل فقط لا اثر لها فى حياتهم , لذا فالبدايه تأتى من معرفه الله معرفه حقيقيه و اقامة الصلاه و تأديتها بمعناها الصحيح الذى يكون له اثر على حياتنا و معاملاتنا حيث ان الصلاه هى الصله بين العبد و ربه , فكيف نطلب النصر من الله و صلتنا بالله مقطوعه؟!
من الحلول ايضا ان يتفوق كلا منا فى مجاله و تخصصه , فان الامه لن تنتصر بالكسالى الخاملين المتخاذلين . و ليس شرط ان يكون هذا المجال او التخصص من مجالات القمه كما فى نظر الناس كالطب مثلا , و لكن القمه الحقيقيه عندما يبدع الانسان و يقدم الجديد فى مجاله هذا ايا كان , و يجب علينا ان نتغاضى عن مشاكل التعليم لانها ليست محور نقاشنا و لكن المهم هنا ان يبذل كل شخص منا اقصى ما يستطيع فى مجاله و لن يضيع الله مجهوده . و علينا ان نهتم بالثقافه و نعود مرة اخرى الى امة اقرأ , القرأه الواعيه التى تبنى شخصيه و مفاهيم و افكار حتى نفيد انفسنا و نفيد المسلمين بقرأتنا هذه.
من الحلول التى يعرفها الكثير و لكن لا ينفذونها فقط لمجرد انهم يفضلون مصلحتهم الشخصيه و شهواتهم على مصلحة و حساب اخوانهم , هذا الحل هو المقاطعه . و للاسف انى اتعجب لهؤلاء الناس , فهم يطلبون النصر و مع ذلك يأكلون لحم اخوانهم و يشربون دمائهم , قد يكون تعبير قاسى و لكن و الله ما حملنى على المقاطعه بشكل جاد الا هذا السبب الذى استشعرته عند ما اشتريت من منتجاتهم . النقطه الاخرى التى احب ان اذكرها فى هذا المجال اننى اجد الدعاه فى المساجد يدعون " عليك بالكفار و الامريكان و اليهود و من و لاهم" و لكننى للاسف عند هذه الدعوه لا اقول امين , لاننى خائفه ان اكون ممن اشتروا منتج من هؤلاء القوم فأكون بذلك ساعدتهم و عندئذ تعتبر هذه الدعوه هى دعوه على نفسى انا . لقد ذكرت هذين السببين لعل يكون فيهم الافاده لكم و يكونوا سبب فى ان نبدأ المقاطعه بشكل جاد و ان نتغاضى بعض الشىء عن شهواتنا فى سبيل الله و اخواننا و نتيقن بأن الله هو الرزاق .
من الحلول الاخرى : الدعوه الى الله , و لا اعنى بذلك ان يصبح كلا منا داعيه و يترك تخصصه و لكننى اريد ان نوصل دين الله من باب " بلغوا عنى و لو ءايه" فهذا هو المطلوب حتى نوقظ الناس من غفلتها و نرجعها مرة اخرى الى طريق الله , فهذا هو الطريق الوحيد الصحيح الذى سيوصلنا كلنا الى ما نريد , و لكن من المهم ان نفهم اولا الاسلام بمفهومه الصحيح و الشامل , فالاسلام دين شامل , فهو ليس عباده فقط و لكنه يشمل حياة الانسان كلها بكل جوانبها " قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى لله رب العالمين " .
فى النهايه قد تكون هذه بعض الحلول و ليست كلها و لكنها حلول من المستطاع على كلا منا ان يفعلها و ان يبادر بها , اذكر مرة اخرى ان هذه الحلول قد تبدو فى ظاهرها سهله و لكن فى الحقيقه انها تحتاج الى تفكير عميق لها لانها لن تتم بالخمول و الكسل كما تحب النفس و تهوى و لكن ستتم ضد شهوات النفس , ستتم بالاستعانه بالله و العمل الجاد و الاخلاص و على قدر ايمان كلا منا بهذه القضيه سيعمل " و اما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فان الجنة هى المأوى"