بعد 15 يوما من الصحبة التي أقل ما يقال عنها أنها نادرة مع شباب تركوا لدي العديد من الانطباعات و بعد كثير من الحوارات و النقاشات ...عدنا من المخيم
أن تلتقي بشباب من أكثر من 13 دولة عربية هي بالتأكيد فرصة نادرة و لكن تقيموا معا إقامة كاملة تتشاركوا معا الطعام و النوم و النقاش فأعتقد أنها فرصة نادرة رائعة ...
كانت البداية عندما رشحت للمشاركة في مخيم الشباب القومي العربي عن طريق حزب العمل الذي أنتمي إليه ...و كان لمشاركتنا نوع من أنواع الخصوصية فنحن الاتجاه الوحيد الذي له رؤية قومية عربية إسلامية هذا أولا و ثانيا لأن هذه المشاركة تأتي بعد انقطاع عن المشاركة في المخيم لسنوات
التقيت و فادي اسكندر من الكرامة و محمود بدر من الناصري لدى بيت شباب المنيل الساعة التاسعة صباحا حيث مكان التجمع كان واضحا أن هناك نوع من أنواع التوجس لأنني الإسلامي الوحيد و كذلك زميلتي أسماء المشاركين في المخيم من مصر تبادلنا بعض النقاشات حول القومية و العلاقة بالإسلام و التجربة الناصرية سريعا أزعم أنها أزالت القليل من ذلك التوجس...
بعد قليل رأيت الوفد الموريتاني (أحمد و داليا و منال ) هم ثلاثة أشقاء يعيشون بمصر لكن أول ما يلفت انتباهك هي الأخت داليا بزيها الموريتاني و نقابها... جلست معهم في الاستراحة فوجدت نقاشا مع بعض شباب اليمن (فيصل الذبحاني و عبير و سامية الاغبري) في الحقيقة شدني النقاش الدائر عن العلمانية و العروبة و الإسلام فيما بعد ستكون هذه المجموعة من أكثر الأشخاص الذين احترمتهم و أحمل لهم الكثير من التقدير كان الشباب اليمني من الوحدويين الناصريين و بعد قليل من النقاش اكتشفت أن الأخت داليا المنقبة هي تحضر لدراسات عليا في العلوم السياسية و هو ما كان له الكثير من الأثر خصوصا مع حرصها على الزي الإسلامي..هنا بدأت أشعر بقليل من الاطمئنان فهناك على الأقل من يتفق معي في الرؤية ...كنت قد علمت أن هناك شباب من حزب الله مشاركين بالمخيم حاولت البحث عنهم فلم أجدهم مما أصابني بخيبة أمل إلى حد ما فأن تجلس مع شخص مقاتل هي ليست بتجربة هينة فهو لا ينظر و يتكلم فقط بل ينظر و يحاور و يناقش و يقاتل و هي ميزة قلما تتكرر.
و أخيرا تحركت الأتوبيسات ليستمر النقاش مع الوفد الموريتاني و اليمني حول العلمانية و لأتعرف على مزيد من أعضاءه (أحمد صيادي و هشام) أكثر ما أمتعني في الحوار مع شباب اليمن هو الحوار بهدف الوصول لشيء نتفق عليه بدون أي حقائق مسبقة ...
و يبدو أن النقاش قد أخذنا سريعا لنجد أننا وصلنا لمخيم القرش بالإسماعيلية حيث سيكون مقرنا ...بعد مراجعة الحقائب و غيرها فكانت المفاجأة أن غرفتي سيشاركني بها (أسامة ...فلسطين و مهدي فتاك من الجزائر و أحمد المعلم من لبنان و محمد مسداد من المغرب) و هو خليط يفوق أكثر أحلامي أن نقيم معا 15 يوما ...
و إلى هنا تنتهي الحلقة الأولى و إلى الحلقة الثانية إن شاء الله.