Sunday, February 03, 2008

نهار بيت لاهيا " نسيم الكرامة " 2-

بسم الله الرحمن الرحيم
نهار بيت لاهيا " نسيم الكرامة "


بعد يوم مرهق قضيناه ليلة أمس " الخميس " في السفر و قضاء الليل مع المرابطين ذهبنا في نوم عميق كي نستيقظ في العاشرة صباحا..كان صباحا مشمسا ...لا أدري لماذا أشعر أن الهواء ذاته مختلفاً ,أتراها الكرامة التي أشعر بها هنا ,أم لعله رحيق الشهداء يملأ الجو ...لا أدري ...أعلام في كل مكان هي ما يلفت نظرك في كل انحاء بيت لاهيا و كذلك غزة أعلام حماس و الجهاد و الجبهة الشعبية و كذلك فتح حتى أنه في المنزل المقابل لمنزل أستاذ مشير تنتصب راية فتح ....تناولنا افطارا فلسطينيا رائعا مع اخونا الاستاذ أبو بكر " مشير المصري" ثم حضر عم ابو فيصل والد أستاذ مشير و ابو الشهيد فارس المصري لأرى رجل صلب شديداً يحتسب ولداه عند الله حيث لا تضيع ودائعه ...كي يدور حوار عائليا دافئا ...
بعدها بدأنا برنامجنا لهذا اليوم حيث سرنا حتى مسجد مصعب بن عمير لأرى منظرً أثلج صدري حيث أعلام حماس ثم علمي حماس و الجهاد متعانقين ثم أعلام الجهاد ...هذه هي المدرسة الإسلامية تعاضد بعضها بعضاً... كان الأستاذ مشير هو خطيب الجمعة لنرى درساً في كيف يكون القائد السياسي في نفس الوقت هو إماما و فقيها ...و كانت بالفعل خطبة رائعة التي القاها أستاذ مشير سأرفق الجزء الأول منها ...من الاشياء التي لفتت نظري هو وجود صور اشهداء ليلة أمس على أبواب المسجد ,كان هذا المسجد تعده حركة المقاومة الإسلامية حماس و هي التي تشرف عليه اشرافا كاملا ...بعد الصلاة توافد علينا معظم المصلين لمصافحتنا وكانوا يأخذوننا بالأحضان و كانت المفاجأة أن نسبة كبيرة منهم كانوا من المرابطين ليلة أمس حيث عرفونا و بالطبع لم نعرفهم ...
بعدها ذهبنا لمزارع عائلة المصري حيث توتة الأرض "الفراولة" في الطريق لم اكف لحظة عن الكلام مع اخي العزيز نيازي عن الأوضاع و الحياة فهي فرصة لا تتكر كثيرا .
بعدها ذهبنا لمجلس الوزراء لمقابلة الاستاذ محمود الزهار "أبو الشهداء" لتعزيته في أستشهاد ولده الثاني – ربما كان الأفضل أن نقول تهنئته بأستشهاد ولده الثاني – و هنا اريد أن أصف مجلس الوزراء , هو بناية من ثلاثة أو اربعة طوابق يقف لحراستها من ثلاث لأربع جنود و المنازل تحيطها من كل جانب ,ليس أكثر.
لنصعد فيرحب بنا كل أفراد المكان من مديرين لسكرتارية ليقابلنا السيد زياد الظاظا وزير العمل الفلسطيني ليدور نقاشا عن الأوضاع ليدخل علينا أستاذ محمود الزهار ليصافحنا فردً فردً و يستأذننا للذهاب لمكتبه للحظات ...بعدها قابلنا وفد لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء يترأسه أحد برلماني كتلة الأخوان ,و هنا نجد السيد رئيس الوزراء إسماعيل هنية مصطحباً في يده أبنته الصغيرة في بساطة شديدة ليصافحنا بالأحضان و بقوة و يصر على أصطحاب السيد أمين التنظيم في يديه حتى قاعة الإجتماعات لنجلس جميعاً و يبدأ الاستاذ أسماعيل الكلمة و التي أحاول الأن رفعها على الأنترنت حيث أكد على أنه لا تراجع أو تنازل أطلاقاً و أن كل التحركات الشعبية في مصر تحديداً يجب أن تستمر و أكد على دور حزب العمل و شكر الأستاذ مجدي أحمد حسين أمين عام حزب العمل لمشاركته في مؤتمر القوى الوطنية الفلسطينية بسوريا بينما بعض الفصائل الفلسطينية رفضت الحضورو أكد الاستاذ أسماعيل هنية انه لن نعترف بأسرائيل لن نعترف بأتفاقيات وقعها نفر في غفلة عن الأمة لن تعود الأوضاع لما كان عليه قبل التحرير , ليتكلم بعدها أستاذ محمود الزهار ليؤكد أنه قد يحزن لفراق ولداه و لكن هذا هو الأستشهاد خصوصا عندما يكون أبنائنا مهاجمين غير مدبرين ...و كانت المفاجأة أن معظم إن لم يكن كل الوزراء أسر لشهداء سواء أخوة أو أباء .... ثم تكلم ممثل كتلة الاخوان البرلمانية ثم كلمة الأستاذ محمد السخاوي أمين تنظيم حزب العمل حيث كانت كلمة كالقنبلة أبكت كل الحضور حيث أكد على أننا في حزب العمل نفهم الصراع على أن هناك الأن معسكرين معسكر المقاومة و معسكر الصهيونية و الامبريالية الأمريكية و من والاهم من الحكام الخونة الذين رقصوا مع بوش رقصة السيوف أثناء حصار غزة ...و أن هذا الأنظمة العربية و على راسها النظام المصري هم من يحاصرون المقاومة و هم من ارتضوا أن يكونوا في خانة العدو حينما اعلنوا ان هناك علاقات استراتيجية بينهم و بين المقاومة ...و هنا تأثر الأستاذ السخاوي حينما أقسم أن حذاء أي شهيد هو برقبة أي حاكم من هؤلاء و أقسم ثلاثاً أننا لن نتراجع و لن نعترف بأسرائيل و لن ونتنازل عن كرامتنا و لن نتنازل عن عرضنا ...لتدمع أعيننا جميعاً.
بعدها كرمنا الأستاذ إسناعيل هنية و كرم حزب العمل و على رأسه أستاذ مجدي أحمد حسين و الأستاذ محمد السخاوي أمين التنظيم لنلتقط بعض الصور التذكارية أرفقها في نهاية التدوينة ....
بعدها ذهبنا لفضائية الأقصى حيث وجدنا ابن السيد رئيس الوزراء مجرد مذيع عادي يذيع الأخبار الرياضية ..."كيف الاخبار يا سيد علاء و جمال مبارك"....
بعدها عدنا لمنزل استاذ مشير لنتناول الغذاء بعدها نزلنا نحن الشباب مع اخي نيازي لنتجول حتى معسكر جبالياو اجراء بعض الأتصالات الهاتفية , أثناء الاتصال سمعت صوتاُ هادرا يشبه أنطلاق الصاروخ لأجد نيازي يخبرني هذا قسام في طريقه لسديروت , لم أجد ما اعبر به غير فرحة و شعور غير عادي ...هي بالفعل ارض المقاومة ...أرض الحرية ...هي القاعدة التي ستتحرر منها الأمة إن شاء الله ...
بالفعل يستحيل ان تقتحم القوات الصهيونية معسكر جباليا فالمعسكر شوارعه لا تتسع أكثر من متر و نصف و تمتد أكثر من كيلو متر و تتفرع داخليا لأكثر من شارع بنفس الاتساع و لهذا إذا دخلها الصهاينة فويل لهم من حرب العصابات ...بعدها مررنا على منزل جمال الجديان و سميح المدهون عملاء دحلان الذين أعدمتهم حركة حماس ....
و الان وجدنا أنفسنا في ميدان الشهيد صدام حسين حيث تتوسطه صورة كبيرة للشهيدين صدام حسين و ياسر عرفات "أبو عمار" ليثلج صدري أكثر و أكثر ...
بعدها عدنا إلى منزل أستاذ مشير لنخلد في نوم عميق لأستيقظ فجراُ لأجد عواصف و مطر غير عادي ...لكنه كان ككل شيء هنا يبشرك بخيرُ قادم ....و للحديث بقية لأكمل أخر يوم لنا في أرض الرباط إن شاء الله ما دام في العمر بقية ...



السيد رئيس الوزراء يصافح الأستاذ السخاوي

الأستاذ محمد السخاوي يتوسط الأستاذين محمود الزهار و إسماعيل هنية


الأستاذ السخاوي و الأستاذ إسماعيل هنية أثناء التكريم