الرقصة الهادئة
مرت الايام الماضية باحداث كثيرة متتالية و كأنها دليل على ان هذا العصر بالفعل عصر السرعة
تبدأ هذه الاحداث برقصة بوش بسيفه على ارضنا العربية الاسلامية و التى استفزت الكثير ! لن اعلق على هذا الحدث لانه انعكاس لامور كثيرة فقد رقص من قبل بدباباته على عراقنا و اراضينا و لكن المقاومة هناك لم تجعله يهنأ برقصته و هذا هو الفارق بين الحدثين , فسحقا لمن يرقص و من سمح له ان يرقص هذه الرقصة الهادئة . حسبنا الله و نعم الوكيل
معرض الكتاب
هذا المعرض الذى يذكرنى بأمة اقرأ !! تعجبت كثيرا عندما سمعت زميل لوالدى يقول بافتخار انه لم يمسك كتاب قط !! و اكتفى بقراءة الجرائد و حل الكلمات المتقاطعة و كأنها مصدر الثقافة كالذين يكتفون الان بمشاهدة برامج الفضائيات و كأنها مصدر التعلم. يذكرنى هذا المعرض ايضا بالحصة المزعومة المسماة حصة " المكتبة " و مدى الفجوة و التناقض فى مجتمعنا بين نظم التعليم و بين ما هو قائم. اذن ما الحل ؟ الحل أن نعود مرة اخرى الى الكتاب و ان نعود الى العلم و البحث و القراءة كشىء ذاتى بداخلنا بعيد عن منظومات قد تكون سبب فى تخلفنا و يجب الا نتحجج بها مادام لنا عقل يفكر , قلب ينبض و جسد يعمل .
المنتخب , الفرحة , غزة
كان اكثر تعليق مثير فى هذه الدورة هو "الكورة وحدتنا!"
هل الكورة وحدتنا ؟ ام هى وسيلة من الممكن ان تستغل لتوحيدنا ؟ ام نريد من كل شخص منا ان يصبح ابو تريكة اخر فى ملعب مجاله ؟ هذا النموذج الذى اعجب به الكثير و هو بالفعل يستحق ذلك و الذى اثبت للجميع ان بالرغم من انشغاله بمهنته الكروية الا انه لم ينسى غزة وسط هذا الزخم الاعلامى لاحداث البطولة عن غيرها من الاحداث . ارى ان الامة تحتاج من كل شخص منا ان يكون ابو تريكة فى ملعبه . ان يبذل كلا منا ما يستطيع فى مجاله و ان يعتبرها ارض الجهاد و المعركة . لكن للاسف الكثير منا يريد ان يكون ابو تريكه فى الكورة فقط و ان دل هذا على شىء فيدل على ان هذه المقولة "الكورة وحدتنا " مقولة وهمية و ما حدث من اتحاد كروى اثناء البطولة عملية تطهير و تفريغ و انعكاس ما بداخل النفس . قد قال هذا الكلام من قبل ارستو عندما تكلم عن ما يحدث فى الفن و خاصة الفن التراجيدى حيث قال ان وظيفته "تطهير النفس" , فالتفاعل الذى يحدث بين المشاهدين و المسلسل انما هو عملية تفريغ لمشاعر دفينة, لذا عندما يرى الشخص " المباراة " و يسب اللاعب الفلانى او يتفاعل بصورة اكثر من المعتادة فهذا تفريغ لشحنات و تطهير للنفس من بعض الضغوطات . و من هذه الرؤية نقول : هل الفرحة التى تمت فى الشارع المصرى تدل على الوحدة الحقيقة كما يقول البعض؟ ارى ان الاجابة لا , فهى عملية تطهير للنفس من بعض الشحنات الحزينة التى بداخلة و كأنه ينتظر الانتصار فى المباراة كى يخرجها و يبدلها بشعور اخر و هو الفرحة . و لقد رأينا ثلاث اصناف تجاه هذه الفرحة الكروية :
الاول : كان يريد الانهزام للفريق لما يحدث فى غزة . و هنا ارى ان المشكلة ليست فى الهزيمة او الانتصار انما المشكلة تبدأ من اقامة مباريات اصلا فى هذا الوقت الذى يموت فيه اخواننا تحت طيات الاحتلال ؛ المشكلة تكمن فى السياسة التى تسير هذه الاحداث فى وقت اخواننا لا يجدون ما يحيهم.
الثانى : فرح بالمنتخب المصرى و رأى فيه نموذج الانتصار الذى يمكن ان يتكرر مثله فى العلم و السياسة و غيرها من المجالات و رأى فيه ايضا قوة الحرية التى انطلقت من قيود الحكام و بالتالى كان الانتصار بدون اغلال .
الثالث : فرح لمجرد تفريغ شحنات و مضيعة للوقت لكى يخرج من حالته الحزينة
ان ما يحدث الان تغييب و ليس توحيد, بالرغم ان هذه التدوينة قد كتبت من فترة الا ان الواقع لم يتغير لهذه الاحداث الكروية التى تشغل الناس اكثر من المفروض حتى هذه اللحظة . فعندما يهتم الاعلام بالمنتخب و المباريات الاخرى لهذه الدرجة فى ظل ظروف اخرى من الاولى الاهتمام بها يكون هذا الاهتمام تغييب لقضايا مهمة و ليست توحيد و لذا يجب الا نضحك على انفسنا اكثر من ذلك و نردد " الكورة وحدتنا " لانها غيبت الناس اكثر من تغيبهم .
و من هنا انتقل الى نقطة اخرى اتذكرها الان خاصة بموضوع التوحيد . قد كنت كتبت مقالة على مدونة انطلاقة و الذى كان من ضمن نقاطها العمل الجماعى , كنت اتمنى من القارىء ان يصل اليه مغزى العمل الجماعى و فريق العمل و لكن ما وصل هو تعليق من احد الاشخاص يخبرنى فيه انه يشعر من كلامى اننى " اخوان" لاهتمامى بهذه النقطة"نقطة العمل الجماعى" و ترك مغزى المقال !. فى ظل وقت نطالب فيه بالتوحيد نجد منا من يبحث عن نقاط اختلافنا لا نقاط توحدنا و نجد منا من يرفض افكار الاخر لمجرد انه الاخر بغض النظر اذا كانت هذه الفكرة كفكرة مجردة جيدة أم لا ! اعتقد اننا طالما نفكر بهذه الطريقة فمازالت عقيدة التوحيد التى نتكلم عنها بعيدة كل البعد عن الكثير حتى من الذين يطالبون بها. ما نحتاجة الان هو توحيد للجهود و الافكار و الاعمال و ان اختلفنا فى الاطار العام مادامت هناك ثوابت لم ننتنازل عنها . و فى النهاية ارى انه ان الاوان ان يكون كلا منا ابو تريكة فى ملعبه و ملعبه هنا هو مجاله . فالامة لن تنهض فقط بالكلام أو بالكورة بل ستنهض بالعمل و الاهتمام بتخصصاتنا و تعليمنا بالتوازى مع المقاومة حتى لا نفرغ ايضا المقاومة من محتواها و يصبح من ينادى بها ناس غير ناجحة و من سماتها السيجارة و أغانى فيروز
ارض الصمود
لن اتكلم و لكن سأترك الصور تتحدث عن نفسها و تدعوكم للدعاء و المقاطعة و التضرع و الجهاد ليس بالنفس فقط و لكن بالمال و الوقت لنصرة القضية .
ليست الاولى
ليست تلك المرة الاولى التى يموت فيها ابناءئنا المصريين بطلقات صهيونية تسمى نيران صديقة . ليست الاولى و لن تكون الاخيرة فى ظل سكوتنا عن حقوقنا و تغييب ضمائرنا و الرضا بغلاء الاسعار الذى جعلنا نعيش كغابة الكل يتهافت فيها على "لقمة العيش".و لكن كما تعودنا فى دائرة التاريخ ان لكل عصر فئة تنادى بالحق و تحاول التغيير كى نعيش احرار فى ظل عبودية الله لا الحكام و تحت مسمى "انسان" . من هنا كانت "رابطة حقى " التى انتشرت فى كثير من الجامعات و منها جامعة عين شمس , اعان الله القائمين عليها
الفيس بوك
هذا الموقع الذى اشتركت به بعد اكثر من دعوة لى من صديقاتى للانضمام به . و بالفعل تم الانضمام و حاولت استكشافه و استقر الراى فى النهاية على انه من الممكن ان يكون وسيلة للتواصل " الشخصى " اكثر لكنه كأى شىء وسيلة ذو وجهين ووسيلة يجب استخدامها بحذر اكثر حتى لا تخالف قيمنا و اخلاقنا و التى تصل الى عقيدتنا . و هذا واضح جدا فى كثير من التطبيقات _ عبارة عن اسئلة لكى توضح جانب ما _ على الفيس بوك و التى تعجبت كثيرا من ناس احسبهم على خير يقومون بها و هى كالتالى :
كيف ستموت؟
متى ستتزوج؟
ماذا يقول يوم ميلادك عنك؟
ثم تطبيقات كهذه:
اى مجرم انت؟
الى اى درجة انت مجنون؟
اليست هذه الاسئلة هى الشعوذة و الدجل التى وصلت العرب الى حالة من التخلف فى وجهة نظرنا و فى وجهة نظر الغرب ؟! و ها هم الغرب يضعوها ! لذلك لم اتعجب كثيرا عندما قرأت ان الفيس بوك يستخدم فى التجسس الاسرائيلى عن طريق غرف الشات و التى توضح نقاط ضعف الشباب العربى لاستغلالها . و لم اتعجب ايضا عندما ازال هذا الموقع صفحة "أبو تريكة " بعدما تضامن مع غزة على ارض المباراة امام العالم . اخيرا اقول ان الفيس بك قد يكون وسيلة للتواصل و لكن يجب استخدامه بحذر و اذا اردنا ان نفعل بعض التطبيقات عليه من جانب الترفيه فلا نفعل ما يخالف عقيدتنا و مبادئنا و اخلاقنا حيث الكثير من التطبيقات ايضا تركز على اسئلة خاصة ب
Boy friend, girl friend & wine
و هذا يخالف ديننا و عادتنا الشرقية وان كانت انتشرت .
اسلمة الاشياء
قبل البدء فى الكلام عن هذه النقطة احب القول ان هناك فرق بين استغلال و استثمار الحدث و بين اسلمة الحدث ان صح التعبير و
يتضح ذلك فى الاعلانات التى تأتى بممثلة فى اعلان لمعجون الاسنان مثلا دون الحجاب و بعدها بخمس دقائق يأتى نفس الاعلان لنفس الممثلة و هى ترتدى الحجاب و لكن على قناة اخرى . حقا هراء و تلاعب بهذا الدين و أسلمة للاشياء كى نرضى جميع الاطراف من يحب الحجاب و من يرفضه , هراء! يصبح الامر أكثر هراء عندما نرى المدارس التى تطلق على نفسها اسلامية لبدءهم اليوم الدراسى بتلاوة بعض الايات و فى حصة الالعاب يلعبون على الاغانى الاجنبية الصاخبة التافهة المعنى ! و لكن فقط كى يطلق على هذه المدرسة "اسلامية " و بالتالى سنرضى جميع الاطراف . هذه الاسلمة للاشياء جعلتنا نتوهم اننا اكثر ايماننا و عقيدتنا ارسخ من الاول و لكن فى الواقع ما فعلناه مجرد طلاء خارجى نريح به ضمائرنا ليس اكثر. لذلك بعدما ثورنا للرسوم المسيئة و كلا منا كتب على مكتبه و محله " الا رسول الله " توهمنا اننا بذلك نصرناه و اننا بذلك معه و اسلمنا الحدث و لم نأصل هذا الاسلام فى نفوسنا . و الغريب ان بعد هذا الحدث نشرت كثير من الرسوم فى صحف و مواقع النت و لم يبالى بها احد لانها ليست بنفس الدرجة الاعلامية للرسوم الاولى و عندما جاءت الرسوم بنفس ضجة المرة الاولى هانحن نثور مرة اخرى دون فعل منظم و دون رجوع حقيقى على ارض الواقع لتطبيق سنة الرسول ( صلى الله عليه وسلم) فى عبادتنا , اخلاقنا, معاملتنا و درجة تفاعلنا مع قضايا الامة . نريد فى ظل هذه الاحداث بدلا من ان نرفع شعار " الا رسول الله " ان نرفع شعار سنطبق سنة رسول الله , سنطبق اخلاق رسول الله و معاملة رسول الله قولا و فعلا لا شعارات واهية . و يكون هناك مواقع للحث على تطبيق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم عمليا بجانب مواقع التعريف به كأحداث الفيس بوك مثلا .
طابور الظلام
طابور العيش
طابور طويل كأى طابور روتينى فى اى مؤسسة حكومية . طابور كطابور بطاقات التموين . طابور تضيع الوقت ؛ طابور تغييب الناس عن حقوقهم اكثر و اكثر
مازال فى الاحداث و الحديث بقية ان شاء الله