
اذن ما المطلوب المطلوب الان هو هدم ثقافة الطاغوت الصنم الذي لا يمسه احد و الذي هو اس الفساد و ان يفهم كل انسان من هو السبب الرئيسي في هذه الاوضاع و ما هو حكم الشرع في من يوالون اعداء الامة و ان الطريق للاصلاح السياسي و الاقتصادي و لنصرة اخواننا في العراق و فلسطين لن ياتي الا برحيل هؤلاء و انه بعد اليوم لم يعد يجدي غيمة المواقف بل هو الوضوح ما نريد "ودوا لو تدهن فيدهنون" و على ما اعتقد لو قالت هذه المظاهرة يسقط حسنى مبارك و حزب الفساد و المفسدين ....لو قالت ان السيد مبارك يصدر الغاز الطبيعي لاسرائيل في هذا الوقت ...لو قالت ان مصر سترسل قوات لتدريب الشرطة العراقية ....لو قالت ان هذا النظام يحارب بشتى الطرق كل المحاولات للاصلاح و يميت روح الجهاد لدى الشعب و يزرع فيهم ثقافة التطبيع لكانت فعلا غيرت الكثير
" بشر الكانزين الذين يكنزون الذهب و الفضة بمكاو من نار تكوى بها جباههم و جنوبهم يوم القيامة" , و لقد بدأ بأكثر تلك المعاقل سيطرة و رهبة ..هناك فى الشام حيث " معاوية بن ابى سفيان " يحكم أرضا من أكثر بلاد الاسلام خصوبة و خيرا و فيئا ..و انه ليعطى الاموال و يوزعها بغير حساب , فذهب الى هناك و و لم يكد الناس العاديون يسمعون بمقدمه حتى استقبلوه فى حماسة و شوق , فألقى أبو ذر نظرة على من حوله فوجد اكثرهم ذوى خصاصة و فقر , ثم نظر نحو المشارف القريبه فوجد القصور و الضياع , فيصرخ فيمن حوله قائلا : عجبت لمن لا يجد القوت فى بيته , كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه , ثم سرعان ما يذكر وصية رسول الله , فيترك لغة الحرب هذه و يعود الى لغة المنطق و الاقناع , فيعلم الناس أنهم سواسيه كأسنان المشط ... فلقد قرر أن يخلق بكلماته و شجاعته رأيا عاما فى كل بلاد الاسلام يكون له من الفطنة , و المناعة , و القوة ما يجعله شكيمة لأمرائه و أغنيائه , و ما يحول دون ظهور طبقات مستغلة للحكم , أو محتكرة للثروة..و فى احد المناظرات للخليفة " معاوية بن ابى سفيان " يقف بلا خوف يسأله عن ثرواته قبل أن يصبح حاكما , و عن ثروته اليوم .!! , عن البيت الذى كان يسكنه بمكة , و عن قصوره بالشام اليوم ..!!,ثم يوجه السؤال للجالسين حوله من الصحابه الذين صحبوا معاوية الى الشام و صار لبعضهم ضياع و قصور , ثم يصيح فيهم جميعا : أفأنتم الذين نزل القرآن على الرسول و هو بين ظهرانيكم ..؟؟,و يتولى الاجابة عنهم : نعم ,أنتم الذين نزل فيكم القرآن ,و شهدتم مع الرسول المشاهد , ثم يعود و يسأل :أولا تجدون فى كتاب الله هذه الاية :
"و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ...يوم يحمى عليها فى نار جهنم , فتكوى بها جباههم , و جنوبهم , و ظهورهم , هذا ما كنزتم لانفسكم , فذوقوا ما كنتم تكنزون"
فيقول معاويه : " لقد أنزلت هذه الايه فى أهل الكتاب , فيصيح أبو ذر : لا ..بل أنزلت لنا و لهم , و اخذ يتابع ابو ذر الحديث ناصحا معاويه و من معه أن يخرجوا عن كل ما بأيديهم من ضياع و قصور و أموال ..و ألا يدخر أحدهم لنفسه أكثر من حاجات يومه , فتتناقل المحافل و الجموع نبأ هذه المناظره و يتعالى نشيد أبى ذر فى البيوت و الطرقات : (بشر الكانزين بمكاو من نار يوم القيامه ) ... و عندما لقيه " أبو هريره " يوما و احتضنه , نحاه " أبا ذر " عنه بيده و قال له : اليك عنى ..ألست الذى وليت الامارة , فتطاولت فى البنيان , و اتخذت لك ماشية و زرعا , فمضى أبو هريره يدافع عن نفسه و يبرئها من تلك الشائعات , قد يكون " أبا ذر " مبالغا فى موقفه هذا و لكن ماذا نتوقع غير هذا الرد من رجل تفرغ للمعارضه الامينه و تبتل , فلم يتفرغ لها لسلطة او ثروة , فعاش ما استطاع حاملا لواء القدوه العظمى للرسول عليه السلام و صاحبيه , امينا عليها , حارسا لها .. و كان استاذا فى فن التفوق على مغريات الامارة , فلقد عرضت عليه امارة بالعراق فقال :"لا والله ...لن تميلوا على بدنياكم أبدا" ... نجده يجلس يوما يحدث و يقول : " اوصانى خليلى بسبع ...أمرنى بحب المساكين , و الدنو منهم ..,وأمرنى أن أنظر الى من هو دونى , و لا أنظر الى من هو فوقى ...,و أمرنى ألا أسأل أحدا شيئا..., و أمرنى أن أصل الرحم ...,و أمرنى أن أقول الحق و ان كان مرا...,و أمرنى ألا أخاف فى الله لومة لائم ...,و أمرنى أن أكثر من : لا حول و لا قوة الا بالله