Saturday, November 10, 2007

عن رسالة الأمة


"جئنا نخرج الناس من عبادة العباد الى عباد الله وحده.. ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة.. ومن جور الاديان الى عدل الاسلام.." هي كلمة قيلت في فتح فارس ...من احد صحابة رسول الله موضحا في بلاغة لماذا جاء بعتاده و أدواته و ركابه لفارس...
هذه الكلمة هي رسالتنا إلى باقي الأمم و إلى باقي الشعوب ...هي رسالة تعمير و نقل من الظلمات إلى النور ...فإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد هي مطلق الحرية فطواغيت العصر الذين ظنوا انفسهم الهه و أنهم خالدين على عروشهم حتى صدقهم ضعاف الإيمان هم بالضرورة في حالة صدام مع هذه الأمة التي تمتلك هذه الرسالة و هذه العقيدة ...و لكي تكون هناك أجيال تحمل هذه الرسالة كي تكون هذه الرسالة دائمة في كل عصر و في كل مكان كان لابد و ان توجد أمة تعتنق العقيدة و تحمل الرسالة و تخرج باقي الأمم من الظلمات إلى النور ..هذه الأمة يجب أن تشكل بهذا الفكر يجب ان تحمل هذه العقيدة يجب ان تصاغ بأيدي إسلامية ...فكانت هذه الأمة هي أمة العرب ...فهي الوحيدة التي تشكلت بعد الإسلام بعد ان ازال الإسلام ما كان يمنع انصهارها و تكوينها من جور و فساد و استعباد من الفرس تارة و من الروم تارة أخرى ...و بالفعل تكون هذه الأمة التي شربت عقيدة الحرية هي أمة الدعوة و الفتح و تكون الابن البار لأبيها الإسلام ...و لأن أداة سيطرة الأمة على قرارها و أرضها و أفكارها هي الدولة كان لابد ان يكون هناك دولة لهذه الأمة و لهذا شكلت أول دولة بالغة الرقي في العالم هي دولة المدينة ...و لعل أميل كثيرا لتحليل سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم و تحديدا لماذا كانت الإرادة الإلهية أن تكون الدولة في المدينة و لم تكن في الحبشة التي هاجر اليها الصحابة اولا و لم يهاجر معهم الرسول على الرغم من أن ملكها النجاشي قد أسلم و أوصى به الرسول صلوات ربي و سلامه عليه خيرا و صلى عليه صلاة الغائب...في اجتهادي أعتقد انه لما وجدت أمة الدعوة كان يجب أن تكون فيهم دولة الدعوة كي تكتمل المنظومة و أن هذا هو المنهج لنشر الرسالة وحدة أمة الدعوة فقيام دولتها على عقيدتها الإسلامية فنشرها لباقي الأمم ...هذا ما رأه الأخر و الأخر هنا يعني كل أعداء الإسلام و طواغيت العصر الذين أدركوا أن هناك طريقين لا ثالث لهما لإضعاف الإسلام الذي هدد سلطانهم , أولا أبعاد أمة الدعوة عن عقيدتها الإسلامية فتفقد روحها و رسالتها...ثانيا تفتيت هذه الأمة فتصبح أضعف من أن تدافع عن نفسها و لا تستطيع أمتلاك دولتها الي تنفذ تمتلك بها قوتها و سيطرتها ...فكيف تكون داعية للأخرين .
طبقا لهذه الرؤيا يجب أن ندرك جميعا شيئين الأول أن معاركنا من أجل وحدة الأمة هي معركة عقائدية بحتة و الثاني أن مواجهتنا مع كل الأنظمة الفاسدة و مع اكاسرة العصر أمثال بوش و غيره من صميم رسالة الإسلام والأمانة التي تحملتها أمتنا العربية .
إننا قد نستعير كلمة ميشيل عفلق أو أحمد ميشيل عفلق فيما بعد
"أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة " لنؤكد أن رسالة هذه الأمة " جئنا نخرج الناس من عبادة العباد الى عباد الله وحده.. ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والاخرة.. ومن جور الاديان الى عدل الاسلام"
...فدعونا نعيد وحدة هذه الأمة مرة أخرى لنسير على نهجنا... نهج الحرية ..


3 comments:

طارق قاسم said...

السلام عليكم يا هندسة
كيف الحال
بوركت على هذه الخاطرة العميقة المؤثرة الرائعة كعادتك
والاسلوب البراق
المكثف الجااد بدون حلزونية او سفسطة او مرقعة فكرية او استعباط دعوى يلوى عنق السيرة المطهرة لخدمة الخطاب الديني الجديد المخرم المهترىء المدندش الكاروهات
حفظك الله دوما تسمي الاشياء باسمائها
في زمن الترقيع والالوان الصناعية
اخوك
طارق قاسم

محمود said...

اخي العزيز طارق قاسم
بارك الله فيك و ابعدنا عن الحلزونيات و الخطابات المزركشة يا رب منتظر ثورياتك يا زعيم التي حرمتنا منها منذ فترة ليست بقصيرة

طارق قاسم said...

السلام عليكم يا هندسة
وضعت بوستين جداد ياريت رايك
حبي
قاسم