Wednesday, December 12, 2007

لبيك قولا و فعلا


هل تأملنا هذه الكلمات يوما؟
هل تأملنا ما يفعله الحجيج؟
فأول كلمة يرددها الحجيج "لبيك"
تركوا منازلهم و دفعوا أموالهم و تحملوا مشاق السفر كى يقولوا
"لبيك"
و لكن هل القول يكفى؟
لو كان القول يكفى لكان الامر يسير
و لكنه درس عملى و كأن الله يثبت فى قلوبنا
"كبر عند الله مقتا ان يقولوا مالا يفعلون"
فالحجيج لا يقولون لبيك و هم جالسين منعمين و لكن يرددونها اثناء تأدية شعائر الحج التى بالفعل تبثت مفهموم "لبيك" . فكم رأينا اناس محمولة على الكراسى فى الطواف بين الصفا و المروة فقط لتقول "لبيك"
بمنتهى الخضوع و الاستسلام لله الواحد الاحد ,لبيك بالعمل , لبيك بالجهاد. و اول جهاد فى هذا الحج هو جهاد النفس و الهوى
ثانيا هو صورة لجهاد آخر , فالذى ترك امواله و أولاده مرة من أجل الله عز و جل قادر على ان يتركهم مرة اخرى لاجل الله ايضا . حتى اذا ما دعوا الناس للجهاد و مساعدة اخوانهم المسلمين فى انحاء الارض سواء بالمال أو النفس أو الوقت وجدنا من يقول "لبيك", و جدنا من تفيض أعينهم حزنا من الدمع ألا يجدوا ما ينفقون سواء كان بالمال أو .
بالنفس , ووجدنا ايضا من سيتخلف مبررين معتذرين شغلتنا أنفسنا و أهلونا .لذلك ارى فى الحج نموذج عملى للجهاد. فمن منا لم يرى أناس بكت أعينهم حزنا على عدم وجودهم مع الحجيج, و من منا لم ير أناس منعمين و قالوا شغلتنا أنفسنا و أهلونا و مناصبنا و كيف سنحج و نحن شخصية عامة و نخاف على أنفسنا؟!
لذلك كانت الكلمة الثانية بعد "لبيك " هى "اللهم " و التى تدل على قمة الاستسلام لله و كأننا نعلن لله فقرنا و حاجتنا و اننا نستعين بك وحدك يارب على اهلنا وا نفسنا و حياتنا ليترسخ معنى اخر "اذا استعنت فاستعن بالله "
لا نستعين بمعونات خاريجية اذللنا لها انفسنا . ثم يقول الحجيج مرة اخرى "لبيك " حتى يترسخ معنى "التوكل" لا التواكل . ففى كل خطوة نخطوها و نستعين بالله فيها نعمل و نبذل لا نتواكل ثم نقول " لا شريك لك"
كأنها تذكرة و تجديد للنية . فاذا كنا نناضل و نجاهد , يجب أن نسأل انفسنا لاجل من؟ و أى مرجعية نستند عليها ؟ .و كأن "لا شريك لك "اعلان منا اننا نناضل يارب من اجلك لاقامة منهجك فى الارض لا لمنصب و جاه أو شهرة و تفاخر أو لاسباب اخرى تبعد عن "لا شريك لك". ثم نقول"ان الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك"
حتى لا نقول كما قال قارون "انما اوتيته على علم " و يصبح شكرنا لانفسنا و بذلنا انما الشكر لله أن اعاننا على ذلك المجهود , الشكر لله ان وفق الحجيج ان يقفوا مثل هذه الوقفة , الشكر لله أن اعان الحجيج على تأدية مناسك الحج بالرغم من صعوبتها . الشكر لله فقط و ما نحن فيه من نعم انما من الله " و النعمة لك و الملك " .و هذا الملك الذى نعيش فيه انما ملك الله لا ملك دولة و لا امبراطورية و كأنها ترسخ معنى " الله احق أن تخشوه " لا نخشى من سلطان جائر و لا دولة متسلطة و انما نخشى الله. فلقد تدهور حالنا بالفعل عندما بعدنا عن هذه الكلمات التى يذكرنا الله بها كل عام ؛ لقد تدهور حالنا عندما أصبحنا نخشى الناس و تقوقعنا فى سلبية تبعد عن كلمة "لبيك" بما تحويها هذه الكلمة من ايجابية و عمل و مثابرة و جهاد ؛ لقد تدهورنا عندما اصبحنا نردد لبيك فى احزاب و جماعات متفرقة و لم نعى ان الحج ساوى بين البشر و جعلهم متفقين على كلمة واحدة و على عمل واحد . و هذا ما تريده الامة أن تتفق على كلمة واحدة و على عمل واحد فى صف واحد مدرك لاولويات و احتياجات الامة . فهل حقا ستكون هذه الكلمات شعار الامة و شعار كل شخص منا :
"لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك "؟

1 comment:

amryoussef said...

محمود. انت نقي
أنا عمرو يوسف خد لينك مدونتي
http://elnoota.blogspot.com