احيانا يشعر الفرد ان كل شىء ضاع و هذا بالفعل شعور شبه حقيقى لهذا الشخص
و لكن
هل فى الحقيقة كل شىء ضاع؟
بالتأكيد لا
و لكن هذا الشخص لن يقتع بهذا الكلام فى حالته هذه
و هذه طبيعة النفس و طبيعة برمجة العقل
عندما يقع الفرد فى أزمة و يشعر بشعور ما يجد نفسه تلقائيا تستغرق فيه و بالتالى يتبرمج عقله على ذلك و تصبح اى مبشرات امامه أو كلام يخرجه من هذه الحالة ليس الا مهدئات سخيفة أو منومات قاتلة
و لا غبار عليه فى ذلك
فاحيانا تكون الظروف و المواقف اقوى
و لكن اقوى من اى شىء؟
هل اقوى من النفس البشرية
بالطبع لا
و لكنها اقوى من قوة الاحتمال
و لكن اذا قويت النفس ستقوى قوة الاحتمال
و هل يعطينا الله اقدار اقوى من انفسنا ؟
احيانا نشعر بذلك
و لكن فى الحقيقة لا و الدليل :
بعدما يمر الموقف نحمد الله انه مر و نقول لانفسنا "كيف مر هذا الموقف؟ و كيف تحملناه؟"
و نجد انفسنا نردد " ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا "
و نجد انه فى الحقيقة كانت لدينا طاقة عظيمة اعطاها الله لنا لنتحمل مثل تلك المواقف
و ان هذه المواقف كانت بمثابة دروس تقوية لهذه النفس
و الشاطر كما يقولون هو من يستعين بالله فى تلك المواقف و يتحملها مهما كانت قسوتها
حيث لن يجد امامه غير الله
و فى ذلك الحديث الكثير و المواقف اكثر
و لكن ليس كل ما يعرف يقال
فكفى لكل شخص ان يسترجع موقف شخصى له
و يرى كيف تعامل فيه؟
فهذه المواقف هى المحك الحقيقى التى تبرز سمات و صفات الفرد
فمن يقول عن نفسه انه "صبور"
لا يقول ذلك حتى يجد نفسه فى محك حقيقى _ اى موقف يبين ذلك
فان صبر تحققت فيه هذه الصفة و كان له الاجر و كان ممن قال فيهم الله عز و جل " الصابرين فى البأساء و الضراء"
و ان لم يصبر سيحدث ما سيحدث بالاضافة الى عدم تحققه بهذه الصفة
فى النهاية
لا اقدم فى هذا الكلام نصيحة
لاننى اعلم ان نفسية الفرد الحزينة تحتاج الى تأمل و لحظة صمت اكثر من استماع النصائح
و لكن قد تطول فترة الصمت هذه و يكون لها مردود عكسى
فيبعث الله لهذا الشخص من حين الى اخر ايات تجعله يتأمل اكثر و يخرج من حالته
و بالتالى سينظر لها على انها منح من الله رغم المحن
و سيشعر انه اقوى مما كان بعون الله
و كأن الله يجهزه لمهمة كبرى
و هذه المهمة تحتاج ان يتخلق و يتصف بصفات معينة
و لكن ما هذه المهمة؟
"و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون"
هذه اعظم مهمة تتحقق فى جميع جوانب الحياة
و لكن تختلف اشكالها و تبقى لها ثوابت
لذا ايتها النفس الحزينة اخرجى مما انت فيه و استعينى بالله على ذلك و تذكرى هذه النفحات الجميلة فى تلك الايام .فساعات قليلة و سنجد الكون كله يقول "لبيك اللهم لبيك" , لحظات و سنجد الجميع يتضرع الى الله بعيون باكية و نفس صادقة و دعاء مخلص يدل على ضعف النفس البشرية امام خالقها و من هنا يأتى عزتها و قوتها امام مايمنحها الله بها من محن لانها استعانت بالقوى و لا يوجد اقوى من القوى . أيتها النفس الحزينة تطلعى الى جنات النعيم .فكم بكيت و كم حزنت و كان بصيص الامل هو نسيم ادعوا الله ان اشعر به فى الجنة . فلقد علمت ان هذه الدار هى دار ليس بها راحة انما الراحة الحقيقة فى جنات النعيم عندما يرضى الله عنا و ينعم علينا برؤية وجهه الكريم .حينها ازداد بكائا و لا اعلم هل خوفا من عدم دخول الجنة ام شوقا لدخولها ام لشعورى بقوة الاسى و التعب الذى اجهدنى و بين الراحة المنعمة التى تنتظر كل شخص يستعين بالله و يصبر . ايتها النفس الحزينة ابكى و ابكى و اشتكى و لكن لله فقط و تيقنى ان الله لن يتركك .
3 comments:
This time i can say to u my dear sister that u learned the lesson i have taught to u.Your article is very good.It succeded to express what hiden inside every one of us.It shows the feeling of sadness and sorrow by simple way but very effective.I can say that it express the fealing i pass through nowdays in a true way.This fealing of lost and that every thing is destroyed and finished and that the end becomes so near to me but suddenly ray of light full of hope shines from far way carring with it another fealing by that ALLAH is present with us every where and that ALLAH will not leave us alone in this cruel life.ALL that u must do is to become so nearer to ALLAH and ALLAH ONLY u must ask and ALLAH only is the only one he can solve all your problems and change your sadness and pain to happiness and comfort.This fealing of peace deeply from inside is what i need now and this is what u given to me by your article.THANKS MY LOVELY AMAL.
السلام عليكم
معك كل الحق يا مسلمة فكثيراً ما يمر الأنسان بمحن و صدمات و يعتقد أنها النهاية رغم أن أكثر خبراتنا في الحياة نأخذها من هذه المحن و الصدمات و لكن عندما نهدأ و نتأمل نوقن أن الله لن يخذلنا لأن الله تعالى عند ظن عباده به
و من هنا يزداد إيماننا بالله فيزداد حبنا له
اللهم فرج عن كل حزين و مكروب
تحياتي الخالصة
أسماء بركات
اختى العزيزة سلسبيل
احمد الله ان هذه التدوينة اشعرتك بشعور السلام الذى تبتغيه و لكن لا تجعلى الحزن يأخذك مرة اخرى و تنسيه و تذكرى ان الله دائما هو المعين كما قلتى
و تذكرى :
دع الايام تفعل ما تشاء
و طب نفسا اذا حكم القضاء
و لا تجزع لاحداث الليالى
فما لحوادث الدنيا بقاء
عزيزتى اسماء
جزاكى الله خيرا و تقبل منك الدعاء
اللهم انا نعوذ بك من الهم و الحزن و من العجز و الكسل و من غلبة الدين و قهر الرجال
Post a Comment