بسم الله الرحمن الرحيم رب المشهداء و المجاهدين
من غزة الرباط
اليوم الأول "شوق للقاء
من غزة الرباط
اليوم الأول "شوق للقاء
إلى كل شهداء الأمة إلى غزة الحبيبة إلى اخي القائد فوزان المصري و الأستاذ مشير المصري لا أجد ما أصف به مشاعري تجاهكم ,بيت كريم و رجال مجاهدين و شهداء مقدمين, خالص التقدير و العرفان.
كنت عائدا من المنزل مساء ,كنت اعددت نفسي للقافلة المتجهة إلى رفح كما حدد لها يوم الجمعة و كنت عائدا منهمكا من العمل لأقصى درجة ...عندما دخلت المنزل وجدت أبي و مساعده في نقاش يبدو عليه أكثر درجات الأهمية و الاتصالات الهاتفية لا تنتهي...في الحقيقة لم أستطع المتابعة فذهبت للنوم و ما هي الا لحظات حتى ذهبت في نوم عميق ...
كعادتي استيقظت صباحا و ارتديت ملابسي سألت الوالدة أين الوالد يا ماما اجابتني أنه في الاسماعيلية ...لا أدري لماذا لم اطمئن عموما سكنت قليلا ثم سألتها ثانيتا أين الوالد يا ماما فأبتسمت و قالت هو في طريقه لقطاع غزة لحضور مؤتمر تنظمه حركة الجهاد الإسلامي ...بعد لحظات من الصمت أصابني الغضب كيف لا تخبروني ...كيف تتركوني نائما ...اجابت عملك كيف سيكون الوضع ...
اثناء سيري اجريت اتصالا هاتفيا مع الاستاذ محمد محمود محاولا مقابلتهم او ان ينتظروني ...لكن الوالد رفض و اعطى أمرا تنظيميا بعدم حضوري....لحظات بطيئة هي تنتظر ان تنتقل من طريق إلى طريق أخر ...كيف يمكن أن اترك هذه الفرصة تضيع كيف لا أذهب إلى ارض المرابطين و قد أقتربت منها ....خبرت نفسي ان هذه هي المحاولة الاخيرة فإن أصابت فهذا هو نصيبي لزيارة المجاهدين ..فإن لم تصب فهذا أمر الله .
فور الرد على الهاتف قلت لا يمكن الا اذهب لا استطيع منع نفسي ...لحظات بطيئة هي كالدهر حتى اجابوني إذاً قابلنا في المرج .
فور اللقاء و تبادل لحظات الفرحة بأجتماعنا حيث وجدت اخواني الاعزاء ضياء الصاوي و أخي محمد محمود و اخي محمد درديري و اخي خالد عبد المنعم وفد كله شباب يقوده أمين تنظيم الحزب...
بعد لحظات من المشاورة هل نأخذ سيارة خاصة ام نركب الاتوبيس تم الاتفاق خلالها على اخذ السيارة الخاصة...و سبحان الله كل الاتوبيسات فتشت و منعت من الدخول بينما سمح للسيارات بالمرور ..كمائن كثيرة كل عشر دقائق كمين يتم التأكد من أن الراكبين كلهم مصريين فالفلسطينيين ممنوعون من دخول العريش .
و هكذا صار الحال حتى شاء الله أن نصل أخيراً إلى العريش ...لا استطيع وصف المشهد حينما نزلنا السوق لشراء بعض الحاجيات من طعام ...الاف الفلسطينيين يحاولون شراء أي شيء و كل شيء فهم في حاجة لكل الاشياء و خاصة الوقود و الطعام ..و المؤسف الاستغلال الرهيب الذي رايناه فكل شيء يباع بأضعاف ثمنه و مع ذلك يتم شراؤه فهو لا يوجد أصلا في داخل القطاع...
بعد هذا عدنا مرة أخرى لمواصلة الطريق حيث اقرب نقطة للحدود داخل رفح المصرية فكانت أقرب نقطة تبعد ما بقارب الخمسة كيلوم مترات سيراً على الأقدام غب أزدحام شديد الدخول و الخروج من و إلى رفح المصرية و الفلسطينية (كلهم رفح العربية)-أود أن أوضح أن المعبر نفسه لازال مغلقا تماما و ليس مفتوحا و إنما هناك فتحات نتجت عن تفجير لجان المقاومة الشعبية للجدار هي ما ينتقل الناس من خلاله - لحظات و وجدنا انفسنا داخل رفح فلسطين لم نصدق أنفسنا حتى سمعنا الاتوبيسات تنادي على غزة و الأجرة عشرة شيكل ...بالطبع لم يكن معنا شيكلات و رفضتا طوال فترة إقامتنا ااتعامل سوى بالجنيه المصري (السبعون شيكل بمائة جنيه مصري).كلمت والدتي قبل انقطاع الشبكة لتتحول لشبكة (الجوال) و هي لا تصدق اننا في غزة و بدأت أشعر بالخوف في نبرات صوتها فماذا لو سقط علينا صاروخ كما نسمع ...داعبتها قليلاً حتى تحولت بالفعل الشبكة لخط التجوال...تعارفنا على بعض الشباب داخل الاتوبيس فسألناهم عن بيت لاهيا حيث سيستضيفنا الاستاذ مشير المصري عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس,فعرفنا أننا سننزل في الشجاعية و منها لبيت لاهيا حيث منزل عائلة المصري ...و هكذا حتى نزلنا بالشجاعية لنجد الملصقات العملاقة للسيد أبو العبد أسماعيل هنية و ك ذلك ملصقات الجهاد الإسلامي و حماس و أيضا فتح و لجان المقاومة ,,,و صور الشهداء تزين كل الجدران و الحوائط ...اخذنا سيارة حتى بيت لاهيا حيث الظلام الدامس فلا كهرباء و إن كان نور الكرامة يشع في كل ركن فيها ...حتى عثرنا على بيت المصري لا أستطيع أن أصف حفاوة ما استقبلنا به اعمنام الاستاذ مشير في مقعد العائلة حيث لم يكن بالمنزل ...و كانت المفاجأة أن وجدنا صورة كبيرة للسيد الرئيس الشهيد ياسر عرفات داخل المقعد بجوارها صورة الشهيد الشيخ أحمد ياسين..لنتبادل الحوار المرحب و البسيط لنتأكد خلاله من متاجرة النظام المصري بالشعارات ...و هو ما سأذكر الادلة عليه في اخر حلقة حيث العودة و أدعوا الجميع ليذهبوا بأنفسهم و يروا مدى النفاق و الخداع و الكذب الذي نعيشه.....المهم ظللنا نشرب القهوة و الشاي لنجد اخي الاستاذ مشير المصري جالسا معنا و يرحب بنا أشد الترحاب.
ليستضيفنا في منزله الخاص ...أصررنا أن لا ننام حتى نرى اللمرابطين و المجاهدين و هذا ما كان ليعرفنا على شقيقه الأصغر فوزان المصري القائد الميداني بقطاع غزة و المستهدف من قبل قوات الاحتلال و الذي تعرض لأكثر من محاولة اغتيال من اتباع دحلان و الكيان الصهيوني ...وجدت فوزان شاب تبدو على ملامحه الطيبة الشديدة لا يزيد عن السابعة و العشرين طيب لأقصى الحدود ..
ننزل جميعا لنمر على نقات المرابطين من القسام تحسبا لأي هجمات و قد تسلم كل من كلاشنكوف مع شرح بسيط لكيفية استخدامه لنمر على نقطة نقطة من نقاط المرابطين لنأخذهم بالاحضان و نبكي على ايديهم نسألهم الدعاء لنا بالالتحاق بهم نسألهم أن يعلمونا الرجولة الحق ...نسألهم أن يعلمونا كيف نصدق الله حقاً فيصدقنا ...و الله على الرغم من اني لم ار و جوههم لانها كانت ملثمة الا انني شعرت بالإيمان يشع من كل اجسادهم ووالله كدت ابكي من فرحتهم بنا على الرغم من خجلنا الشديد فلم نقدم اي شيء كما قدموا ...كنا نسير و انا اتكلم مع فوزان و اخي نيازي و غيرهم و منا نسير بحذر في مجموعات متفرقة خوفاً من الزنانة و هو الاسم الذي اطلقوه على طائرة بدون طيار تمر على كل القطاع و تأخذ صوراً حرارية و تقوم بالقصف عند اي اشتباه في تحرك غير طبيعي فورا و ما هي الا لحظات حتى سمعنا صوتها لنتفرق جميعا ...علمنا بعدها ان هذه الزنانة في هذا التوقيت هي التي قصفت اربعة شهداء من القسام عند رفح...
أثناء سيري بجوار فوزان قلت له سألت أحد الاخوة من المجاهدين في العراق أتيح لي لقاءه كيف تشعر أثناء توجهك لعملية جهادية فكان جوابه "تسموا روحك لأقصى درجات العلو " فقلت له هل هذا ما تشعر به ...فأبتسم و أن قال و الله من يستشهد هو الصادق هو من يحافظ على الفجر في جماعة هو من اشتاق حقا لله سبحانه و تعالى ...و اخبرني انه يدون الان بعض خبراته و لكنه لن ينشرها الا بعد استشهاده فهو حريص كل الحرص الا يفتن ....و الله و الله و الله لا استطيع ان أصف هذا الرجل ...حقا من يجاهد في سبيل الله يهديه الله سبله ...
هكذا يا رفاق انتهى يومنا الأول في بيت لاهيا ...و إن شاء الله أرسل غدا باقي الذكريات فإن كان هناك من يهتم فهلا به و إن لم يكن فهو واجب يجب ان أقوم به كي أعرف برجال ...حذاء اقل شخص فيهم هو برقبة أكبر كبير يرقص مع بوش رقصة السيوف.
و إن شاء الله أرفق بعض الصور لاحقاً