Wednesday, January 09, 2008

همت السنة بجمع أوراقها








قد هممت بجمع اوراقى لكى ارحل دون عودة


انها حقا اوراق كثيرة متناثرة
من اين ابدأ؟


بهذه الورقة
لماذا مقطعة هذه الورقة هكذا ؟ حاولت ان اجمع اجزاءها كى ارى ما فيها فوجدت كلمة فلسطين.قلت فى نفسى حال ورقتك عنوان عليكى


كان بجانبها ورقة اخرى حمراء مطبقة كفستان وردى . فتحتها فاذا مكتوب فيها " العراق". قلت فى نفسى حال ورقتك عنوان عليكى
و فى اثناء تجميعى شعرت بنسمة هواء خلفى فنظرت متعجبة من مصدر هذه النسمة فرأيت ورقة كبيرة خلفى لم تكن موجودة و كأنها وقعت من أعلى تستغيث . امسكتها برفق حتى لا ازيد الم وقوعها فاذا مكتوب فيها " الصومال" فقلت فى نفسى حال ورقتك يدل عليكى
جلست بعض الوقت أتامل الورقات المتناثرة و كأنى أخاف تجميعها . فاذا كانت اول ثلاث ورقات بهذا الشكل فكيف سيكون الباقى و لكن جذبنى ورقة محروقة اجزاء منها و تعجبت من شكلها . هممت اليها فاذا مكتوب فيها "اسرائيل" . أخذت نفس عميق و اخرجته بهدوء شديد و قلت فى نفسى ورقتك عنوان عليكى . فالقد هاجر منك الكثيرون هذا العام و ذقتى معنى الخوف من رجال المقاومة . و لكنى للاسف لن اعود مرة اخرى كى اراكى محترقة بالكامل .
كان بجانبها ورقة اخرى و كأنها تساندها لربما تتبرع لها بما حرق منها و خاصة انها ناصعة البياض . نظرت بداخلها فلم اجد شىء مكتوب فقلبتها على ظهرها فاذا هى ورقة شديدة السواد مكتوب فيها بلون احمر " أمريكا " . فقلت فى نفسى ورقتك عنوان عليكى
شعرت ببعض الملل من هذه الاوراق الكثيرة التى اشعر انها لن تجمع ابدا و فضلت ان افتح التلفاز لعلى ارى ما يسرنى و يزيل مللى . تنقلت بين القنوات فرأيت أكثرها قنوات عرى و أباحية , مسابقات فنية , و بيع و شراء شقق و ملابس و ادوات تخسيس و اجهزة رياضية . و أخرى اخبارية قد تصدق و قد تزيف واقعنا . و فجأة رأيت اعلان عن النشرة فى احد القنوات الاباحية , فقلت لعلها خطوة ايجابية , فاذا بها النشرة الفنية . فقلت ما شاء الله على امتنا الاسلامية . ثم رايت اخيرا قناة دينيةو لكنها تتكلم عن النمص و اللحية فقلبتها على اخرى فاذا بها تتكلم عن الوسطية و اخرى عن العلم و الامية فقلت بوركتم ايتها القنوات الاعلامية و لم اجد سوى قناة انجليزية تتحدث عن اسلامنا . فحمدت الله لعلها تكون منبرا اسلاميا ينقل اسلامنا الى الغرب بطريقة سوية .
قفلت التلفاز و فتحت يدى هذا الحاسوب و رايت نفسى اتجول بين مواقع الانترنت . انها كثيرة هى الاخرى كتلك الاوراق . مواضيع كثيرة كثيرة بين ما هو مهم , شيق و جذاب و بين ما هو تافه , حقير . اغلقته هو الاخر و قررت ان اكمل تجميع الورق و فتحت الشباك كى اجدد الهواء و فجأة انقلب الى عاصفة , لم استطع التحرك لاغلقه , حاولت فقط الجلوس و الثبات فى مكانى فى مركز الحجرة الى ان تنتهى العاصفة و من حولى الورق يطير كدوامة فى بحر القلم. عنواين تطير أمام عينى كثيرة من ايران الى لبنان الى حكام عرب . كأحزاب متناثرة غير متوحدة القوى . أين كان هذا الورق ؟ فهل كان موجود من الازل و ظهر مع العاصفة ؟ اجيبنى ايها الورق فلم يعد هناك وقت و سأرحل ؟ لم يجيب الورق كعادته و ازدادت العاصفة اكثر و حملتنى من مكانى و اخرجتنى من شباك حجرتى الى عالم بلا عودة. حين ذلك علمت اننى لست الوقت لتجميع الاوراق و لعل السنة الجديدة تكون مؤهلة لذلك و حينها ايضا علمت ان هذا الورق موجود من الازل و كل يوم يضيف ورقة فى هذه الغرفة المسماة أمة و لن يتجمع الورق الا اذا اتحد القلم .

1 comment:

Anonymous said...

كما قلتى اوراقك مراة لحالها ولكن هناك اوراق اخرى متعددة ملونة بالوان دالة على حالها ما بين القهر والخيانة والعمالة واللامبالاة