السلام عليكم و رحمة الله
نستكمل ان شاء الله خطوات للتجرد الاصلاحى
و سنأخذ اليوم بأذن الله :
"الانفاق"
قضية الانفاق من الامور الصعبة على النفس لدى كثير من الناس , لذا فالنتجرد اليوم من هذا الشىء: الشح
و الانفاق الذى نريده هنا له عدة اشكال , فقد يكون انفاق بمال , بوقت , بجهد او بكلمة طيبة فالكلمة الطيبة صدقة او بابتسامة فتبسمك فى وجه اخيك صدقة
و السؤال الذى يطرح نفسه الان : فيم سننفق هذه الاشياء؟ هل سننفقها لشراء و عمل ما نعصى به الله و بذلك نكون انفقنا؟ بالتأكيد لا , فنحن نريد هذا الانفاق فيم ينفعنا فى الدنيا و الاخرة
فننفق الاموال على الفقراء و المساكين , نتبرع به لاخواننا فى فلسطين , ننفقها فى
الاعمال و المشاريع الخيرية , و ما اكثرها , ننفقها فيما ينفع الناس و ننفقها
ايضا فيما ينفع انفسنا فلا ننفقها على السجائر مثلا, و لكن بجانب ذلك يجب ان نضع
النية و نخلصها لله عز و جل.
الكلمة الطيبة صدقة , هذه الكلمة التى
افتقدها الكثير فى منزلة او عمله او حتى فى الشارع , فنرى الكلمة البذيئة حلت مكان
الكلمة الطيبة فى كثير من الاحيان , نرى ناس تتكلم عن غيرها و تغتاب و تنم و توقع
بين الناس بالرغم انها تعلم ان الكلمة الطيبة صدقة و من تكلم فاليقل خيرا او ليصمت
و يعلمون "ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه" , و نتيجة
لذلك نرى فى النهاية مشاكل كثيرة فى حياتنا اليومية تعترضنا بسبب اختفاء الكلمة
الطيبة
اما بالنسبة للابتسامة فهى سهلة للكثير من الناس و لكن الاهم ان
نضع النية لها بان تكون لله , و لكن كالمعتاد نجد من الناس من يرى ان هذه
الابتسامة هى تقليل من مكانته عندما يبتسمها للفقير او للقريب , فيرى ان هناك من
الناس من لا يستحق هذه الابتسامة , و الحل لذلك هو التجرد من الحقد و الغرور كما
ذكرنا فى اول بوست , و البعض الاخر ترى طبيعته التشائمية غلبت عليه و جعلت وجهه
عبوس و بسبب ذلك نرى فى جبينه علامة "^"من اثر التكشيرة , و نوجه الكلام لهذه الفئة و نقول
مازال فى الحياة امل , فكفانا مشاكل الحياه التى لا نريد ان تزيد بهذه التكشيرة, ابتسم , و لكن لله
تحذير:
لا تأتى الفتاة و تقول " الابتسامة فى وجه اخيك
صدقة" , فنجدها بذلك وضعت مبرر لنفسها كى توزع الابتسامات و خاصة على الرجال بأخذ
ذلك حجة ؛ كما رأيت فى مسألة الكحل , ناس اعلم انها غير ملتزمة بتعاليم الدين تماما
و عندما سألت عن سبب وضعها الكحل , قالت " سنة عن النبى صلى الله عليه و سلم" , ما
شاء الله , ما هذا التفانى الشديد فى تطبيق سنة النبى صلى الله عليه وسلم ؟!, طبعا
انا هنا لا افرق ان غير الملتزمة بتعاليم الدين لا تضع كحل و الملتزمة تضع , لا
طبعا , و لكنى ذكرت ذلك لان المسلمة عندما تصل لحد معين فى التزامها بتعاليم الدين
لا تفكر اصلا فى وضع كحل عند خروجها , المهم حتى لا اخرج الى مسألة فرعية , يجب
علينا جميعا سواء رجال او نساء ان نتقى الله عز و جل فى افعالنا و لا نأخذ من الدين
فقط ما يعجبنا , بل نأخذ الدين بمفهومه الشامل , الدين الصلاة , الصوم , الاخلاق
الحسنة , العمل , فلا نجزأ الدين و نأخذ الصلاة و الصوم و نترك العمل او العكس
فنأخذ العمل بحجة " العمل عبادة " و نترك الصلاة و الصوم .
: اما بالنسبة
لانفاق الوقت و الجهد , فنننفقهم ايضا فيما يرضى الله , ننفقهم فى المذاكرة ,فى
العمل باختلاف انواعه الحلال
بذلك اكون انتهيت من نقطة الانفاق و اريد
التركيز مرة اخرى على " الانفاق بالمال " لانه اصعب شىء على النفس بالنسبة لناس
كثيرة , فانفقوا و تذكروا الله عز و جل و تذكروا الراحة التى سنجنيها من امر هكذا
عندما يشعر الفقير بالرضى فلا يحقد على الغنى , عندما يشعر المنكوبين فى كل مكان ان
فى ازمتهم هناك من سيقف بجانبهم , هذه الراحة التى تؤلف القلوب اكثر و اكثر و تجعل
الناس فى سعادة ادوم .
فى النهاية اريد ان نذكر بعض بهذه الاية
الكريمة"
بسم الله الرحمن الرحيم " الذين ينفقون فى السراء و
الضراء و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين ( ) و الذين اذا
فعلوا فاحشة أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم و من يغفر الذنوب الا
الله و لم يصروا على ما فعلوا و هم يعلمون ( ) أولئك جزائهم مغفرة من ربهم و جنات
تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها و نعم أجر العاملين ( ) آل عمران 134-136
No comments:
Post a Comment