بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله و الصلاة و السلام على رسوله الكريم سيد المجاهدين إلى يوم الدين
من الواضح الان و الظاهر هو صعود التيارات اليسارية في امريكا اللاتينية على حساب القوة السياسية الاخرى فمثلا في فنزويلا هوجو شافيز و في البرازيل لولا دي سيلفا و في شيلي و في بوليفيا وصل اليسار إلى الحكم هذا بالاضافة إلى معقل اليسار و الاب الروحي له في امريكا اللاتينية كوبا و من الواضح ايضا ان هناك تنسيق واضح بين هذه القوى اليسارية و بعضها البعض فيتجلى هذا تحديدا عن طريق التنسيق بين هوجو شافيز و موراليس رئيس بوليفيا لتأميم شركات النفط .
نتيجة لهذه التصورات و التطورات و صعود للتيار اليساري يثار الان مجموعة من الاسئلة الهامة و هي كالاتي:
هل يستطيع اليسار في المنطقة العربية و تحديدا مصر تحقيق مثل هذا النجاح؟
ما هو مستقبل الهيمنة الامريكيةبعد التطورات في محيطها الخفي المتعلق بأمريكا اللاتينية تحديدا؟
في رايي ان الاجابة على السؤال الاول هامة جدا لان في مصر و المنطقة العربية و الاسلامية عموما نجد ان هناك تيارين رئيسين هما الذان يستطيعان تحريك الشارع و التأثير فيه ...هما اليسار بكل فصائله و الاتجاه الإسلامي بكل فصائله و مدارسه في حين ان القوى الأخرى الليبرالية اصيبت بحالة من الكساد بسبب عدم اتخاذ موقف واضح من امريكا بصفتها الاساس للفكر الليبرالي الراسمالي في العالم و صار عامل الجذب الوحيد هو هنا في مصر في حزب الغد و الالتفاف حو مؤسسه أيمن نور ...
فإذا اعادنا صياغة السؤال بصورة اخرى و هي بوضوح لماذا نجح اليسار هناك و فشل هنا فستكون الاجابة كالاتي:
إن نجاح اي تيار في الشارع مرتبط ارتباط وثيق ببيئة الشارع المحيط به و ان يقدم هذا التيار من حلول مع ما يتوائم مع بيئة هذا الشارع المحيط به فإذا طبقنا هذه القاعدة على امريكا اللاتينية نجد ان هذا هو ما تم فعلا فالحاجة لوجود مناخ من العدالة الاجتماعية يوفره اليسار و يقوم به فعلا و و يسير في منهج رفض التبعية و الهيمنة الامريكية و تحقيق الاستقلال الوطني و سياسيا و اقتصاديا...
و بامكاننا ان نقول ان اللجؤ لليسار هو الحل الوحيد في ظل غياب اي مرجعية اخرى .
بينما هنا في العالم العربي و الإسلامي و في قلبهم مصر نجد انه على الرغم من وجود تشابه في البيئة بيننا و بين امريكا اللاتينية و لنا تقريبا نفس المطالب و يقدم اليسار هنا تقريبا حلولا شبيهة للتي يقدمها اليسار هناك الا ان انه في الحقيقة يوجد اختلافين رئيسيين بيننا و بينهم ..الخلاف الاول وهو المتعلق بأن الحلف الامريكي الصهيوني و جه هجومه الرئيسي لمرجعية الأمة الإسلامية بعد ان وجد ان المشكلة الرئيسية هي عقيدة هذه الامة و الارتباط الوثيق بين عروبتها و إسلامها و بالتالي فإن اليسار حينما ينظر لهذا الهجوم فهو يراه على انه هجوم على شيء هو اصلا لا يراه جزء من هوية الامة و يرى ان الدين قد يكون افيونا للشعوب (في بعض الاتجاهات اليسارية و ليس كلها) و يرى ان مصلحة الدولة في وجودها علمانية بدون اي مرجعية دينية ,المشكلة ان هذا جعل هناك فجوة كبيرة بين المواطن العادي القابع امام القنوات الاخبارية و يستنتج بكل بساطة ان العدوان ياتي بالاساس على العقيدة و بين من يقدمون حلولا ضد التبعية و ضد النظام الفاسد من منظور مادي بحت و قد يهاجم المرجعية الإسلامية في بعض الاحيان..
النقطة الثانية ان مايقدم اليسار من حلول مبنية على مبدأ العدالة الاجتماعية و توزيع عادل للثروات قد يصل لمنع الافراد من التملك و تخصيص الملكية للدولة فحسب قد تجد طريقها في امركيا اللاتينية لانه لا يوجد من يقدم حلولا افضل بينما هنا في مصر نجد ان هناك من يقدم ما هو افضل و اكثر واقعية الإسلاميون .
فمباديء العدالة الاجتماعية في رأيي مترسخة ترسيخا كاملا بالإسلام و يقدم حلولا واقعية ليست خيالية فيعطي الحرية في التملك بشرط مصلحة الأمة و يعلى من اهمية الحفاظ على التوازن بين طبقات المجتمع (لمزيد من التفاصيل راجع مقال لماذا النظام الإسلامي)
بالاضافة ان الإسلاميون يدافعون عن قلب الامة ففي محاولاتهم للإصلاح الداخلي لم ينسوا ان هذا النظام في خانة التبعية للحلف الصهيوني الأمريكي و بالتالي هو ايضا يهاجم المرجعية الإسلامية من هنا كان الاصلاح ضرورة و من هنا يتضح الاختلاف في فلسفة كلا الطرفين للاصلاح اضيف ايضا ان الاسلاميون لم يبتعدوا عن الشارع بالنقاش حول البروليتارا و البرجوازية و الحتمية التاريخية لوصول الطبقة العمالية انما قدموا نماذج عملية جائت بحلول فعالة و اثبتت نجاحها (الجماعة الاسلامية حلقات و دروس دائمة في الجامعات و تحرك في الشوارع - الاخوان المسلمون مدارس و مستشفيات و خدمات-حزب العمل جعل جريدة الشعب قبل ان تمنع و يجمد منبرا للاعلان عن الجهاد في سائر بقاع الارض و صار الغطاء السياسي للحركات الاسلامية و جعل المسجد الازهر منبرا له مع الشعب كل يوم جمعة- و نجح في اقالة مجموعة من الوزراء قبل تجميده) .مما سبق اجد واضحا ان نظير الحركات اليسارية في امريكا اللاتينية هي الحركة الإسلامية في العالم العربي و الإسلامي ...و ليس بالتأكيد اي حركة إسلامية و لكن حركة إسلامية تفكر بأستراتيجية واقعية مبنية على اساس الوحدة بين العروبة و الإسلام (بالامكان العودة لمقال العروبة و الإسلام) و تفهم ان التنسيق بين كل الحركات الإسلامية هو ضرورة لنهضة الأمة في مواجهة العدو ..
بالنسبة للسؤال الثاني ما هو مستقبل الهيمنة الامريكية بعد التطروات في امريكا اللاتينية فبأذن الله سيكون عنونا المقال القادم...
بسم الله و الصلاة و السلام على رسوله الكريم سيد المجاهدين إلى يوم الدين
من الواضح الان و الظاهر هو صعود التيارات اليسارية في امريكا اللاتينية على حساب القوة السياسية الاخرى فمثلا في فنزويلا هوجو شافيز و في البرازيل لولا دي سيلفا و في شيلي و في بوليفيا وصل اليسار إلى الحكم هذا بالاضافة إلى معقل اليسار و الاب الروحي له في امريكا اللاتينية كوبا و من الواضح ايضا ان هناك تنسيق واضح بين هذه القوى اليسارية و بعضها البعض فيتجلى هذا تحديدا عن طريق التنسيق بين هوجو شافيز و موراليس رئيس بوليفيا لتأميم شركات النفط .
نتيجة لهذه التصورات و التطورات و صعود للتيار اليساري يثار الان مجموعة من الاسئلة الهامة و هي كالاتي:
هل يستطيع اليسار في المنطقة العربية و تحديدا مصر تحقيق مثل هذا النجاح؟
ما هو مستقبل الهيمنة الامريكيةبعد التطورات في محيطها الخفي المتعلق بأمريكا اللاتينية تحديدا؟
في رايي ان الاجابة على السؤال الاول هامة جدا لان في مصر و المنطقة العربية و الاسلامية عموما نجد ان هناك تيارين رئيسين هما الذان يستطيعان تحريك الشارع و التأثير فيه ...هما اليسار بكل فصائله و الاتجاه الإسلامي بكل فصائله و مدارسه في حين ان القوى الأخرى الليبرالية اصيبت بحالة من الكساد بسبب عدم اتخاذ موقف واضح من امريكا بصفتها الاساس للفكر الليبرالي الراسمالي في العالم و صار عامل الجذب الوحيد هو هنا في مصر في حزب الغد و الالتفاف حو مؤسسه أيمن نور ...
فإذا اعادنا صياغة السؤال بصورة اخرى و هي بوضوح لماذا نجح اليسار هناك و فشل هنا فستكون الاجابة كالاتي:
إن نجاح اي تيار في الشارع مرتبط ارتباط وثيق ببيئة الشارع المحيط به و ان يقدم هذا التيار من حلول مع ما يتوائم مع بيئة هذا الشارع المحيط به فإذا طبقنا هذه القاعدة على امريكا اللاتينية نجد ان هذا هو ما تم فعلا فالحاجة لوجود مناخ من العدالة الاجتماعية يوفره اليسار و يقوم به فعلا و و يسير في منهج رفض التبعية و الهيمنة الامريكية و تحقيق الاستقلال الوطني و سياسيا و اقتصاديا...
و بامكاننا ان نقول ان اللجؤ لليسار هو الحل الوحيد في ظل غياب اي مرجعية اخرى .
بينما هنا في العالم العربي و الإسلامي و في قلبهم مصر نجد انه على الرغم من وجود تشابه في البيئة بيننا و بين امريكا اللاتينية و لنا تقريبا نفس المطالب و يقدم اليسار هنا تقريبا حلولا شبيهة للتي يقدمها اليسار هناك الا ان انه في الحقيقة يوجد اختلافين رئيسيين بيننا و بينهم ..الخلاف الاول وهو المتعلق بأن الحلف الامريكي الصهيوني و جه هجومه الرئيسي لمرجعية الأمة الإسلامية بعد ان وجد ان المشكلة الرئيسية هي عقيدة هذه الامة و الارتباط الوثيق بين عروبتها و إسلامها و بالتالي فإن اليسار حينما ينظر لهذا الهجوم فهو يراه على انه هجوم على شيء هو اصلا لا يراه جزء من هوية الامة و يرى ان الدين قد يكون افيونا للشعوب (في بعض الاتجاهات اليسارية و ليس كلها) و يرى ان مصلحة الدولة في وجودها علمانية بدون اي مرجعية دينية ,المشكلة ان هذا جعل هناك فجوة كبيرة بين المواطن العادي القابع امام القنوات الاخبارية و يستنتج بكل بساطة ان العدوان ياتي بالاساس على العقيدة و بين من يقدمون حلولا ضد التبعية و ضد النظام الفاسد من منظور مادي بحت و قد يهاجم المرجعية الإسلامية في بعض الاحيان..
النقطة الثانية ان مايقدم اليسار من حلول مبنية على مبدأ العدالة الاجتماعية و توزيع عادل للثروات قد يصل لمنع الافراد من التملك و تخصيص الملكية للدولة فحسب قد تجد طريقها في امركيا اللاتينية لانه لا يوجد من يقدم حلولا افضل بينما هنا في مصر نجد ان هناك من يقدم ما هو افضل و اكثر واقعية الإسلاميون .
فمباديء العدالة الاجتماعية في رأيي مترسخة ترسيخا كاملا بالإسلام و يقدم حلولا واقعية ليست خيالية فيعطي الحرية في التملك بشرط مصلحة الأمة و يعلى من اهمية الحفاظ على التوازن بين طبقات المجتمع (لمزيد من التفاصيل راجع مقال لماذا النظام الإسلامي)
بالاضافة ان الإسلاميون يدافعون عن قلب الامة ففي محاولاتهم للإصلاح الداخلي لم ينسوا ان هذا النظام في خانة التبعية للحلف الصهيوني الأمريكي و بالتالي هو ايضا يهاجم المرجعية الإسلامية من هنا كان الاصلاح ضرورة و من هنا يتضح الاختلاف في فلسفة كلا الطرفين للاصلاح اضيف ايضا ان الاسلاميون لم يبتعدوا عن الشارع بالنقاش حول البروليتارا و البرجوازية و الحتمية التاريخية لوصول الطبقة العمالية انما قدموا نماذج عملية جائت بحلول فعالة و اثبتت نجاحها (الجماعة الاسلامية حلقات و دروس دائمة في الجامعات و تحرك في الشوارع - الاخوان المسلمون مدارس و مستشفيات و خدمات-حزب العمل جعل جريدة الشعب قبل ان تمنع و يجمد منبرا للاعلان عن الجهاد في سائر بقاع الارض و صار الغطاء السياسي للحركات الاسلامية و جعل المسجد الازهر منبرا له مع الشعب كل يوم جمعة- و نجح في اقالة مجموعة من الوزراء قبل تجميده) .مما سبق اجد واضحا ان نظير الحركات اليسارية في امريكا اللاتينية هي الحركة الإسلامية في العالم العربي و الإسلامي ...و ليس بالتأكيد اي حركة إسلامية و لكن حركة إسلامية تفكر بأستراتيجية واقعية مبنية على اساس الوحدة بين العروبة و الإسلام (بالامكان العودة لمقال العروبة و الإسلام) و تفهم ان التنسيق بين كل الحركات الإسلامية هو ضرورة لنهضة الأمة في مواجهة العدو ..
بالنسبة للسؤال الثاني ما هو مستقبل الهيمنة الامريكية بعد التطروات في امريكا اللاتينية فبأذن الله سيكون عنونا المقال القادم...