بئر الخيانة

قد نتفق او نختلف حول مدي العلاقات المصرية الصهيونية فمنا من يرى انها علاقات محدودة فرضها علينا الواقع و منا من يري انها تغلغلت داخل المجتمع المصري اقتصاديا و سياسيا بعد سلسلة المعاهدات و الاتفاقايات مع الكيان الصهيوني ككامب ديفيد و الكويز و إلى اخره من هذه الاتفاقيات.
و لكن على ما اعتقد ان الذي لا يختلف فيه احد هو ان الكيان الصهيوني هو الكيان الوحيد الذي يهدد الامن القومي العربي عموما و المصري خاصة و ذلك بالطبع مع حليفه الامريكي البريطاني و ان هذا الكيان نشأ على اراض عربية مغتصبة و شرد العرب و طردهم منها كما انه لا يزال يهدد المنطقة العرية جمعاء باكثر من 200 رأس نووي .من كل هذا يتضح ان الانسان العاقل الطبيعي المجرد من اي حس سياسي او ادراك بمفهوم الأمن بامكانه بسهولة التمييز ما بين الصديق و العدو و ادراك ان الكيان الصهيوني كيان مغتصب معتد و بالتالي فإن فرض الواقع علينا بايدي الخونة السابقين ان نتعامل مع هذا الكيان فليكن على استحياء و بحذر شديد.
و الان نري في القنوات الأرضية و الفضائية فهذا شيء لا غبار عليه مدي ما وصلت له العلاقات المصرية الصهيونية فها نحن نرى مدي الحميمية و التبسط الشديد بين مبارك و بين ايهود اولمرت حيث ظهر الاخير وهو يضع يده على كتف مبارك و كانهم رفاق درب واحد و لكن ليست هذه المشكلة و ليست المشكلة ان هذا الرجل تعامل مع الدولة الصهيونية و ليست انه فرط في حقوق الامة و شرفها و لكن المشكلة الان ان هذا الرجل بالمعنى الحرفي للكلمة باع دماء ابناء وطنه بلا مقابل و بلا ثمن فهاهو يضع يده في يد اولمرت الملوثة بدماء المجندين المصريين الذين نالتهم طلقات الصهيونيين المتعمدة في حادث صار متكرر هذه الايام و لماذا لا يتكرر فدم المصري ثمنه كلمة اعتذار و بعدها تستقبل في شرم الشيخ و تعلن السلطة المصرية في منتهى الحضارة انها مسامحة.و لكن دعونا نتمهل هل هذا الموقف جديد هل دماء المصريين تهدر فقط بطلقات الصهاينة ...فالحقيقة لا فالخيانة قديمة و لها جذورها و قد شارك فيها السيد مبارك و ادارته بالكامل فلعلنا لا ننسى السيد يوسف والي و معركته مع جريدة الشعب لسان حزب العمل و كيف قدمت كل الادلة و الوثائق التي تؤكد ان وزير الزراعة قد اتي بمبيدات مسرطنة لرشها على الاراضي الزراعية المصرية و انها تسبب السرطان و تهلك الانتاج الزراعي و مع ذلك بدلا من ان يقدم يوسف والي و اعوانه تم اعتقال مجدي حسين(الامين العام للحزب الان) و صلاح بديوي و عصام حنفي لثلاث سنوات لكل منهم و لم يقدم والي للمحاكمة و كل هذا بسمع و بصر مبارك و الان بعد ان صار الجميع يعلم ان والي سرطن الانتاج الزراعي المصري اضطر اسفا متأسفا ان يقوم بأقالة والي دون عقاب او حساب .من كل ما سبق نستنتج ان اهدار كرامة المصريين و اهدار الامن المصري و اهدار الاقتصاد المصري و كل ما يتعلق بهذا الوطن تم على يد السيد مبارك لذا يبدو واضحا انه لتحقيق الامن القومي المصري يجب اولا ردم هذا البئر ..بئر الخيانة.