Tuesday, August 08, 2006

اين هى منا؟



السلام عليكم و رحمة الله
اين هى منا ؟ هل هى أكله شهيه ام صديقه ام ممثله ام مطربه ام فلوس ام ........الخ ؟فما هى التى هى منا ؟ انها الاخرة يا احباب , اين الاخرة منا ؟ اين هى من عبادتنا و اعمالنا و اخلاقنا و سلوكياتنا ؟ اننى هنا لن اخاطب الحكام الطغاه الظلمه فقط او العصاه فقط و لكن سأخاطب ايضا الملتزمين لان الذكرى تنفع المومنين و لنكون جميعا صرحاء مع انفسنا و نسألها اين انتى يا نفس من الاخره ؟ اين انتى عندما تعصى الله من اجل شهوه و لذه مؤقته او من اجل مخلوق مثلك مع انك يا نفس ستفرين منهم " يوم يفر المرء من أخيه و أمه و ابيه و صاحبته و بنيه " فأولئك هم اعز الناس و بالرغم من ذلك ستفرين منهم يا نفس فمابالك بما هم ابعد منهم .
اننى اذكر هذا الكلام لاننى اشعر ان الظلم المتفشى فى تلك الايام هو سبب غياب الاخره عن اذهاننا و اعمالنا , فلقد تناست الناس الاخره , نعم تناسوها لان كل شىء حولنا يذكرنا بها و لكن تحاول الناس ان تتناساها حتى يخدعوا انفسهم و يشعروا بارتياح فى ضمائرهم , اليس هذا الحر الشديد يذكرنا بالاخره؟, يذكرنا بالشمس عندما تدنوا من الروؤس , اليست المياه المثلجه فى هذا الحر تذكرنا بفريق النار الذى يقول لفريق الجنه افيضوا علينا من الماء؟ , اليس العرق فى هذا الحر الشديد يذكرنا بعرق الاخره , فمنهم من يصل العرق الى كعبه و منهم من يصل الى ركبتيه و منهم من يلجمه العرق؟ , اليس الطريق الذى نسير فيه و كشافات النور التى عليه تذكرنا بان هذه الدنيا كهذا الطريق او تذكرنا بحياة البرزخ و ان هذه الكشافات من الانوار هى الاعمال الصالحه التى ستنير القبر او تذكرنا بأرض المحشر و هذه الانوار هى الحسنات التى سترفع الكفه و تدخلنا الجنه ان شاء الله؟ , اليست الجسور او الخيط البسيط يذكرنا بالصراط؟ , اليست نار الدنيا تذكرنا بنار جهنم " اللهم احفظنا "؟ , اليس النسيم و العطر و المشاهد الجميله تذكرنا برائحة الجنه و نعميها " اللهم ارزقنا الجنه"؟ , اذن لماذا ننسى الاخره ؟ هل بسبب الدنيا ؟ لماذا و ماذا سنأخذ منها ؟ لن نأخذ منها غير العمل الصالح و من عاش على شىء مات عليه و من مات على شىء بعث عليه , فعلى اى شىء سنعيش فى هذه الدنيا ؟ هل على الاغانى و التفاهات , ام على العمل الصالح المقترن بالرياء فقط ليقول الناس ان هذا الشخص عمل كثير من الاعمال الصالحه و يجىء فى الاخره و قد أخذ نصيبه فى الدنيا فقد عمل ليقول الناس و قد قيل , ام سنعيش على طاعة الله و مرضاته ؟
ادعوا الله ان نعيش على مرضاة الله و خاصة فى هذا الزمان حيث قال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : يأتى زمان على أمتى يحبون خمس و ينسون خمس ..يحبون الدنيا و ينسون الاخره , يحبون المال و ينسون الحساب , يحبون المخلوق و ينسون الخالق , يحبون القصور و ينسون القبور , يحبون المعصيه و ينسون التوبه , فان كان الامر كذلك ابتلاهم الله بالغلاء و الوباء و الموت الفجأه و جور الجكام " صدقت يا حبيبى يا رسول الله
اذن هل يوجد حل كى ننجو من هول الاخره ؟ نعم يوجد قول الرسول ( صلى الله عليه و سلم ): "سبع يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله : امام عادل " اين الحكام و الائمه من هذا القول ؟!", شاب نشأ فى طاعة الله " اين نحن يا شباب من هذا القول , هل نطيع الله فعلا كما يريد الله ام ....؟!" , رجل قلبه متعلق بالمساجد " اين انتم يا رجال من هذا القول ؟!" , رجلان تحابا فى الله , اجتمعا عليه و افترقا عليه " الى متى سيظل كلا منا يعرف الاخر لمصلحه مؤقته؟!" , و رجل دعته امرأه ذات منصب و جمال فقال انى اخاف الله " اين نحن من هذا القول عندما نجلس اما شاشات التليفزيون و الدش ؟ اين نحن منه عندما نسير فى الشارع او نذهب الى الرحلات و المصايف " , و رجل ذكر الله خالصا ففاضت عيناه " متى كانت اخر دمعه سقطت من عينك لاجل الله وحده ؟" , و رجل تصدق بصدقه فأخفاها فلم تعلم شماله ما انفقت يمينه" متى كانت اخر صدقه انفقتها من اجل الله ؟ ")
حلول بسيطه فى ظاهرها و لكن لن يقوم بها الا من عرف الله معرفه حقيقه , فهى اعمال تطلب الى اخلاص و مجاهده للنفس , فلنبادر بهذه الاعمال اذن و لنتذكر هذه الايات لعلها تكون دافع لنا :
""فيومئذ وقعت الواقعه . و انشقت السماء فهى يومئذ واهيه . و الملك على ارجائها و يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانيه . يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافيه . فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه . انى ظننت أنى ملاق حسابيه . فهو فى عيشة راضيه . فى جنة عاليه . قطوفها دانيه . كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم فى الايام الخاليه , و أما من أوتى كتابه بشماله فيقول ياليتنى لم أوت كتابيه . و لم أدر ما حسابيه . ياليتها كانت القاضيه . ما أغنى عنى ماليه . هلك عنى سلطانيه . خذوه فغلوه . ثم الجحيم صلوه , ثم فى سلسة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه . انه كان لا يؤمن بالله العظيم . و لا يحض على طعام المسكين . فليس له اليوم هاهنا حميم . و لا طعام الا من غسلين . لا يأكله الا الخاطئون ."الحاقة"15:37"
فلنختار لانفسنا الان الان الطريق و الفريق , فريق الجنه او فريق السعير , اننى اعلم اننا سنختار ان شاء الله فريق الجنه فالنعمل اذن و لنسارع لها و لنتوب الان من ذنوبنا الكثيره , فلنتوب الان و لا نسوف التوبه و لندعوا الله ان يستخدمنا و لا يستبدلنا .

No comments: