استغلال ام قصة اغرب من الخيال

السلام عليكم
لا اعلم ما هذا الاستغلال الذى انتشر حتى بيننا , لقد قالت لى صديقتى اليوم قصة عجيبة , كانت صديقتى هذه و تقريبا اثنين اخريات معها ذاهبات الى اكتوبر و عندما صعدوا الى العربيه , سألوا بكم الاجرة لتأكد انها كما هى ؟ فقال السائق الاجرة باثنين جنيه و نصف , فتعجبت احداهن لانها دائما تذهب الى اكتوبر حيث انها تسكن هناك و قالت له ان الاجره باثنين جنيه فقط , فقال لها السائق : لا , انها كما اقول , فطلبت منه ان تنزل هى و صديقاتها , فرفض السائق و قال لها : لن تنزلى و ستدفعى , فقالت له اذن اذهب بنا الى اقرب قسم , و ذهب السائق الى القسم و سألوا الشرطى الذى يقف تحت القسم من السياره , بكم الاجرة الى اكتوبر ؟ فكان رد الشرطى انه لا يعلم , فكمل السائق طريقه و مازلت المشكله قائمه , فالسائق لا يريد ان ينزلهن و يريد ان يأخذ منهن الاجرة " عنوة", فقالوا له اذن اتصل بالبوليس , فوجدوا السائق توقف و نزل يتكلم فى التليفون , فصديقتى نزلت من السياره و من معها لامرين : حتى يعلموا مع من يتكلم السائق خوفا ان يكلم لهن " بلطجيه " و فى نفس الوقت حتى يركبوا بسيارة اخرى , و لكن للاسف انهن كانوا فى الطريق الدائرى فلا توجد وسائل متاحة فى هذا الطريق , المهم ان السائق كلم البوليس و سأله عن الاجره , فكان الرد مثل الشرطى , فأخذت احداهن التليفون و تكلمت مع من يتكلم سواء كان شرطى او ضابط ايا كان و اخبرته بالقصه و انها دائما تذهب الى اكتوبر باثنين جنيه فقط , فقال لها : فعلا ان الاجره باثنين جنيه و علم بذلك السائق و لكنه لم يقتنع و مازال عند رأيه , فقالوا اذن نذهب الى القسم , و فى هذه الحظه كان منهن المؤيد بالفكرة و منهن من لا يؤيد هذه الفكرة لان البنت لا تدخل الى القسم الا لضرورة القصوى كما معروف فى تقاليدنا , و بالفعل دفعوا الفتيات ما يريده السائق , و لكن احداهن اخذت نمرة السيارة و كلمت والدها امام السائق و اخبرته بما حدث و اخبرته بنمرة السيارة و لكن ما فعلته لم يجعل السائق يرجع عما فعله , و عندما ذهبت احداهن الى المنزل و اخبرت والدها بما حدث و انها رفضت ان تدخل القسم خوفا منه و من التقاليد , قال لها : بالعكس كنت سأقف معكى مادمت على حق , و كان سؤالى لصديقتى هذه : أين باقى الركاب ؟ , قالت لى : لم يحركوا ساكنا و كأن على رؤسهم الطير و دفعوا الاجرة بلا كلام و نقاش , عجبى , فان كنا نحن نتعامل مع بعض بهذا الاستغلال و نتعامل بقانون الغابه , لماذا اذن نطلب الرحمة و نحن لا نرحم بعض ؟!, لماذا اذن نطالب الحكومة بتقليل الاسعار و نحن نغلى على انفسنا ؟!, مع العلم ان اجرة اكتوبر هذه كانت فى الاول بجنيه و نصف ثم زادت عنوة و اصبحت باثنين جنيه الا ربع و زادت عنوة ايضا الى اثنين جنيه , فلماذا " ننهش "فى بعض هكذا كالديابة ؟! حتى صاحب " الفول " , غلى الفول و كان حجته فى ذلك من ايام مضت ان الدولار غلى و كل حاجه بتغلى و لذلك غلى الفول , فهل هذا مبرر كافى يعطى الحق لاى شخص كان ان يغلى على اخوانه و اهله , مع ان ظروفنا كلها تكاد تكون واحدة , لا اعلم لماذا نفعل ذلك فى انفسنا ؟ , ان كنا نريد عدم الغلاء فالنرحم انفسنا اولا كى يرحمنا غيرنا و كى تتنزل رحمة الله بنا.