مرارة

كنت سائرا في الطريق شاعرا بانهاك شديد فاليوم كان صعبا و مليئا بالهتافات داخل اروقة المسجد الازهر منددة بتصريحات ذلك الاحمق...

كان الجو حارا بشدة تأملت ما معي من جنيهات قليلة فوجدتها تكفي لأخذ تاكسي حتى منزلي ...وقفت اشاور لاول سيارة تاتي ظللت مدة لا باس بها لا اجد من يعبرني حتى جاء هو ...جلست بجواره في المقعد الامامي شارد الذهن قليلا اتأمل الطريق ...حتى سمعته يتكلم نظرت له تقريبا لاول مرة ...كان شابا ضخم له لحية خفيفة ....هززت راسي له مرة بمعنى اعد ما قلت ثانية فقال "انهاردة خدت تهزيء لما كنت عاوز اولع في نفسي " تعجبت مما قال فقلت له خيرا ليه كدة بس فقال "كنت واقف في الطريق والله بنزل زبون بكل احترام وواقف على جنب ماخدتش خمس دقايق وفجأة لقيت الظابط جي انت يا حمار يا بن ال....ايه اللي موقفك امشي يا بن ال ...من هنا يالا" نظرت له فوجدته متأثرا جدا اخذ يقول "ليه بيشتمني ليه انا عملتله ايه وهو ليه ايه عندي عشان يشتمني هي بلد وسخة اصلها ....." هنا نظرت في عينيه فوجدتها تترقرق بدموع قليلة ....كانت نبرة صوته مليئة بالمرارة الشديدة مما جعلني انا شخصيا اشعر بشيء يضغط على نفسي ...اخذت اهون عليه و لكن بدون فائدة ....ثم قال هما ليه بيعاملونا كدة هم عملوا ايه للبلد عشان يعاملونا كدة هو احنا لاقيين ناكل....و انا غلطان اني سكت هو في ايه بعد التهزيء في ايه تاني ليه اسكت انا عاوز اضرب نفسي ميت جزمة اني سكت...بعد هذه الثورة و جدته يقول ...و بعدين يعني اضربه و اروح في داهية هاتفرق ايه إذا سكت ولا اتكلمت....تعجبت من خمود ثورته و تبدل حاله من الثورة و الغضب من نفسه إلى سكونه بمرارة و بكاء داخلي صامت ....لماذا يحدث هذا لماذا هذه الكراهية التي تنطلق ضد الجميع من اجهزة الامن ...هل الهدف ان نكره البلد ...هل الهدف هو قتل كرامتنا فرضى بالسكون في مرارة حقا لا ادري كل ما اعرفه و اراه هو ان الكل الان صار يتوقي للحظة الحرية ....فهل ستأتي ام لا...