Tuesday, August 01, 2006
ما هو الحل؟
السلام عليكم و رحمة الله
فى ظل هذه الاحداث الراهنه يتحدث الكثير عن دوره و ما يجب عليه ان يقدمه لهذه الامه . بداية للاجابه على هذا السؤال سنتحدث مع من يريد الاصلاح لهذه الامه و سنقول له: لماذا تريد الاصلاح ؟ او بمعنى اخر , هل تريد فعلا الاصلاح لوجه الله و اعلاء كلمتى الحق و الدين ؟ اى عندك اخلاص فى النيه ام هناك حظوظ للنفس خفيه انت نفسك لا تعلمها الا اذا تكلمت نع نفسك بصراحه ؟ , هذا السؤال قد يبدو فى ظاهره سهل او غير متعلق بالموضوع و لكن فى الحقيقه يرتبط بموضوعنا جدا , لان هذه الامه ستقوم على اكتاف المخلصين , فبجب علينا ان نراجع نوايانا مرة اخرى و نسأل انفسنا هل فعلا نحن نعمل لله فقط ؟ هل نحن نعمل فعلا دون النظر الى النتيجه او الثمره . لقد قرأت جزء للاستاذ سيد قطب من كتاب " الدعوه الاسلاميه فريضه شرعيه و ضروره بشريه " لدكتور صادق أمين يشرح فيه ما اعنيه بصوره اوضح و هذا الجزء كالتالى :
"فلما أن ابتلاهم الله فصبروا , و لما علم الله منهم أنهم لا ينظرون جزاء فى هذه الارض كائنا ما كان الجزاء , و لو كان هو انتصار هذه الدعوه على ايديهم , و قيام هذا الدين فى الارض بجهدهم , و لما لم يعد فى نفوسهم اعتزاز بجنس و لا قوم , و لا اعتزاز بوطن و لا ارض , و لا اعتزاز بعشيره و لا بيت ... و لما علم الله منهم ذلك كله علم أنهم _ اذن_ قد أصبحوا أمناء على هذه الأمانه الكبرى..أمناء على العقيده.. و أمناء على السلطان الذى يوضع فى ايديهم , ليقوموا به على شريعة الله ينفذونها , و على عدل الله يقيمونه" معالم على الطريق .. فصل طبيعة المنهج القرانى
لذا فيجب علينا ان نخلص النيه , فذلك بداية الحل و لكن يجب ان تكون هذه النيه مقترنه بالعمل .
اما النقطه الاخرى للحل : فهى عبادة الله عباده صحيحه كما يريدها الله . فاذا تطرقنا مثلا لنقطه كالصلاه لوجدنا البعض ممن يطلبون النصر لهذه الامه لا يصلون او يواظبون على صلاة الفجر , فكيف نطلب الجهاد و النصر و نحن غير قادرين على جهاد انفسنا ؟!و نجد من يواظبون على هذه الصلاه , صلاتهم مجرد شكل فقط لا اثر لها فى حياتهم , لذا فالبدايه تأتى من معرفه الله معرفه حقيقيه و اقامة الصلاه و تأديتها بمعناها الصحيح الذى يكون له اثر على حياتنا و معاملاتنا حيث ان الصلاه هى الصله بين العبد و ربه , فكيف نطلب النصر من الله و صلتنا بالله مقطوعه؟!
من الحلول ايضا ان يتفوق كلا منا فى مجاله و تخصصه , فان الامه لن تنتصر بالكسالى الخاملين المتخاذلين . و ليس شرط ان يكون هذا المجال او التخصص من مجالات القمه كما فى نظر الناس كالطب مثلا , و لكن القمه الحقيقيه عندما يبدع الانسان و يقدم الجديد فى مجاله هذا ايا كان , و يجب علينا ان نتغاضى عن مشاكل التعليم لانها ليست محور نقاشنا و لكن المهم هنا ان يبذل كل شخص منا اقصى ما يستطيع فى مجاله و لن يضيع الله مجهوده . و علينا ان نهتم بالثقافه و نعود مرة اخرى الى امة اقرأ , القرأه الواعيه التى تبنى شخصيه و مفاهيم و افكار حتى نفيد انفسنا و نفيد المسلمين بقرأتنا هذه.
من الحلول التى يعرفها الكثير و لكن لا ينفذونها فقط لمجرد انهم يفضلون مصلحتهم الشخصيه و شهواتهم على مصلحة و حساب اخوانهم , هذا الحل هو المقاطعه . و للاسف انى اتعجب لهؤلاء الناس , فهم يطلبون النصر و مع ذلك يأكلون لحم اخوانهم و يشربون دمائهم , قد يكون تعبير قاسى و لكن و الله ما حملنى على المقاطعه بشكل جاد الا هذا السبب الذى استشعرته عند ما اشتريت من منتجاتهم . النقطه الاخرى التى احب ان اذكرها فى هذا المجال اننى اجد الدعاه فى المساجد يدعون " عليك بالكفار و الامريكان و اليهود و من و لاهم" و لكننى للاسف عند هذه الدعوه لا اقول امين , لاننى خائفه ان اكون ممن اشتروا منتج من هؤلاء القوم فأكون بذلك ساعدتهم و عندئذ تعتبر هذه الدعوه هى دعوه على نفسى انا . لقد ذكرت هذين السببين لعل يكون فيهم الافاده لكم و يكونوا سبب فى ان نبدأ المقاطعه بشكل جاد و ان نتغاضى بعض الشىء عن شهواتنا فى سبيل الله و اخواننا و نتيقن بأن الله هو الرزاق .
من الحلول الاخرى : الدعوه الى الله , و لا اعنى بذلك ان يصبح كلا منا داعيه و يترك تخصصه و لكننى اريد ان نوصل دين الله من باب " بلغوا عنى و لو ءايه" فهذا هو المطلوب حتى نوقظ الناس من غفلتها و نرجعها مرة اخرى الى طريق الله , فهذا هو الطريق الوحيد الصحيح الذى سيوصلنا كلنا الى ما نريد , و لكن من المهم ان نفهم اولا الاسلام بمفهومه الصحيح و الشامل , فالاسلام دين شامل , فهو ليس عباده فقط و لكنه يشمل حياة الانسان كلها بكل جوانبها " قل ان صلاتى و نسكى و محياى و مماتى لله رب العالمين " .
فى النهايه قد تكون هذه بعض الحلول و ليست كلها و لكنها حلول من المستطاع على كلا منا ان يفعلها و ان يبادر بها , اذكر مرة اخرى ان هذه الحلول قد تبدو فى ظاهرها سهله و لكن فى الحقيقه انها تحتاج الى تفكير عميق لها لانها لن تتم بالخمول و الكسل كما تحب النفس و تهوى و لكن ستتم ضد شهوات النفس , ستتم بالاستعانه بالله و العمل الجاد و الاخلاص و على قدر ايمان كلا منا بهذه القضيه سيعمل " و اما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى فان الجنة هى المأوى"
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
2 comments:
ربنا يكرمك يا محمود
طول عمري و الله بأحترم رأيك، و نفسي نتقابل و نقعد نتكلم زي ما كنا بنعمل في الكلية
إلى الأمام يا فتى، و احرص قبل غيرك على ما كتبت هنا
ربنا يحفظكو يحفظنا جميعا
اخي العزيز مصعب
بالطبع يعلم الله كم احبك و ان لك معزة خاصة و تقديرا في قلبي ....و لكن للحق فإن كاتب هذه المقال او لنقل كاتبته فهي الاخت العزيزة مسلمة و هي كما ترى من كتاباتها ...فنسأل الله التوفيق.
بالمناسبة فعلا ارغب في زيارتك بشدة و لكن دون نقاشات سياسية فحقا افتقد صداقاتنا.
Post a Comment